( للذي ببكة ) ، و ( مباركا وهدى ) حالان من الضمير في موضع ، وإن شئت في الجار والعامل فيهما الاستقرار .
قوله تعالى ( فيه آيات بينات ) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمرة لمعنى البركة والهدى ، ويجوز أن يكون موضعها حالا أخرى ، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله للعالمين ، والعامل فيه هدى ، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في مباركا وهو العامل فيها ، ويجوز أن تكون صفة لهدى كما أن للعالمين كذلك ، و ( مقام إبراهيم ) مبتدأ والخبر محذوف : أي منها مقام إبراهيم ( ومن دخله ) معطوف عليه : أي ومنها أمن من دخله ، وقيل هو خبر تقديره : هي مقام ، وقيل بدل ، وعلى هذين الوجهين قد عبر عن الآيات بالمقام وبأمن الداخل ، وقيل " ومن دخله " مستأنف ، ومن شرطية ، و ( حج البيت ) مصدر يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان ، وقيل الكسر اسم للمصدر ، وهو مبتدأ وخبره ( على الناس ) ولله يتعلق بالاستقرار في علي تقديره : استقر لله على الناس ، ويجوز أن يكون الخبر لله وعلى الناس متعلق به إما حالا وإما مفعولا ، ولا يجوز أن يكون لله حالا لأن العامل في الحال على هذا يكون معنى ، والحال لا يتقدم على العامل المعنوي ، ويجوز أن يرتفع الحج بالجار الأول أو الثاني والحج مصدر أضيف إلى المفعول ( من استطاع ) بدل من الناس بدل بعض من كل ، وقيل هو في موضع رفع تقديره : هم من استطاع والواجب عليه من استطاع ، والجملة بدل أيضا ، وقيل هو مرفوع بالحج تقديره :
ولله على الناس أن يحج البيت من استطاع ، فعلى هذا في الكلام حذف تقديره : من استطاع منهم ليكون في الجملة ضمير يرجع على الأول ، وقيل من مبتدأ شرط ، والجواب محذوف تقديره : من استطاع فليحج ، ودل على ذلك قوله ( ومن كفر ) وجوابها .
قوله تعالى ( لم تصدون ) اللام متعلقة بالفعل ، و ( من ) مفعوله ، و ( تبغونها ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من الضمير في تصدون أو من السبيل ، لأن فيها ضميرين راجعين إليهما ، فلذلك صح أن تجعل حالا من كل واحد منهما ، و ( عوجا ) حال .
قوله تعالى ( بعد إيمانكم ) يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم ، وأن يكون ظرفا ل ( كافرين ) وهو في المعنى مثل قوله " كفروا بعد إيمانهم " .