ما الأخرى ، والأصل في ( تدخرون ) تذتخرون إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا ، فأبدلت التاء دالا لأنها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت ، ومن العرب من يقلب التاء ذالا ، ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر .
قوله تعالى ( ومصدقا ) حال معطوفة على قوله بآية : أي جئتكم بآية ومصدقا ( لما بين يدي ) ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها ، لأن ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة ( من التوراة ) في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين ، والعامل فيها الاستقرار أن نفس الظرف ، ويجوز أن يكون حالا من " ما " فيكون العامل فيها مصدقا ( ولاحل ) هو معطوف على محذوف تقديره : لأخفف عنكم أو نحو ذلك ( وجئتكم بآية ) هذا تكرير للتوكيد ، لأنه قد سبق هذا المعنى في الآية التي قبلها .
قوله تعالى ( منهم الكفر ) يجوز أن يتعلق " من " بأحس ، وأن يكون حالا من الكفر ( أنصاري ) هو جمع نصير كشريف وأشراف ، وقال قوم : هو جمع نصر وهو ضعيف ، إلا أن تقدر فيه حذف مضاف : أي من صاحب نصرى ، أو تجعله مصدرا وصف به ، و ( إلى ) في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره : من أنصاري مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله ، وقيل هي بمعنى مع وليس بشئ ، فإن إلى لا تصلح أن تكون بمعنى مع ، ولا قياس يعضده ( الحواريون ) الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل ، لأنها ياء النسبة ، ويقرأ بتخفيفها لأنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليلا على أصل ، كما قرءوا " يستهزئون " مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل ، واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض ، وكان الحواريون يقصرون الثياب ، وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه .
قوله تعالى ( فاكتبنا مع الشاهدين ) في الكلام حذف تقديره : مع الشاهدين لك بالوحدانية .
قوله تعالى ( والله خير الماكرين ) وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما ، والأصل وهو خير الماكرين .
قوله تعالى ( متوفيك ورافعك إلي ) كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان