responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 133


قوله تعالى ( فنادته ) الجمهور على إثبات تاء التأنيث ، لأن الملائكة جماعة ، وكره [1] قوم التاء لأنها للتأنيث ، وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة إناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيدة ، لأن الملائكة جمع وما اعتلوا به ليس بشئ ، لأن الإجماع على إثبات التاء في قوله " وإذ قالت الملائكة يا مريم " ( وهو قائم ) حال من الهاء في نادته ( يصلى ) حال من الضمير في قائم ، ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم ( إن الله ) يقرأ بفتح الهمزة : أي بأن الله ، وبكسرها : أي قالت إن الله لأن النداء قول ( يبشرك ) الجمهور على التشديد ، ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا ، وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا ، يقال بشرته وبشرته وأبشرته . ومنه قوله " وأبشروا بالجنة " ( يحيى ) اسم أعجمي ، وقيل سمى بالفعل الذي ماضيه حيى ( مصدقا ) حال منه ( وسيدا وحصورا ونبيا ) كذلك .
قوله تعالى ( غلاما ) اسم يكون ولى خبره ، ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لي متعلقا بها أو حالا من غلام أي أنى يحدث غلام لي ؟ وأنى بمعنى كيف أو من أين ( بلغني الكبر ) وفى موضع آخر " بلغت من الكبر " والمعنى واحد لأن ما بلغك فقد بلغته ( عاقر ) أي ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث ( كذلك ) في موضع نصب : أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك .
قوله تعالى ( اجعل لي آية ) أي صير لي ، فآية مفعول أول ولى مفعول ثان ( آيتك ) مبتدأ ، و ( ألا تكلم ) خبره ، وإن كان قد قرئ تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير : إنك لاتكلم كقوله " ألا يرجع إليهم قولا " ( إلا رمزا ) استثناء من غير الجنس ، لأن الإشارة ليست كلاما ، والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع ، ويجوز أن يكون مسكن الميم في الأصل ، وإنما أتبع الضم الضم ، ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع ، وضم اتباعا كاليسر واليسر ( كثيرا ) أي ذكرا كثيرا ، و ( العشى ) مفرد وقيل جمع عشية ( والإبكار ) مصدر ، والتقدير : ووقت الإبكار ، يقال أبكر إذا دخل في البكرة .
قوله تعالى ( وإذ قالت ) تقديره ، واذكر إذ قالت : وإن شئت كان معطوفا على " إذ قالت امرأة عمران " والأصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الإطباق ، وكرر اصطفى إما توكيدا وإما ليبين من اصطفاها عليهم .



[1] القراءتان جيدتان صحيحتان فلا عبرة بكراهة قوم لحوق تاء التأنيث في قوله ( فنادته ) اه‌ مصحح .

نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست