responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 102


وذا بمنزلة اسم واحد ، كما كانت " ماذا " لأن " ما " أشد إبهاما من " من " إذا كانت من لم يعقل ، ومثله " من ذا الذي يشفع عنده " والقرض اسم للمصدر ، والمصدر على الحقيقة الإقراض ، ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض ، كالخلق بمعنى المخلوق ، فيكون مفعولا به ، و ( حسنا ) يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره : من ذا الذي يقرض الله مالا إقراضا حسنا ، ويجوز أن يكون صفة للمال ، ويكون بمعنى الطيب أو الكثير ( فيضاعفه ) يقرأ بالرفع عطفا على يقرض ، أو على الاستئناف : أي فالله يضاعفه ، ويقرأ بالنصب . وفيه وجهان : أحدهما أن يكون معطوفا على مصدر يقرض في المعنى ، ولا يصح ذلك إلا بإضمار أن ليصير مصدرا معطوفا على مصدر تقديره : من ذا الذي يكون منه قرض فمضاعفة من الله . والوجه الثاني أن يكون جواب الاستفهام على المعنى ، لأن المستفهم عنه وإن كان المقرض في اللفظ فهو عن الإقراض في المعنى ، فكأنه قال : أيقرض الله أحد فيضاعفه ، ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ ، لأن المستفهم عنه في اللفظ المقرض لا القرض .
فإن قيل : لم لا يعطف على المصدر الذي هو قرضا كما يعطف الفعل على المصدر بإضمار أن مثل قول الشاعر : * للبس عباءة وتقر عيني * قيل لا يصح هذا لوجهين : أحدهما أن قرضا هنا مصدر مؤكد ، والمصدر المؤكد لا يقدر بأن والفعل ، والثاني أن عطفه عليه يوجب أن يكون معمولا ليقرض ، ولا يصح هذا في المعنى لأن المضاعفة ليست مقرضة ، وإنما هي فعل من الله ، ويقرأ يضعفه بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف مع الألف ، ومعناهما واحد ، ويمكن أن يكون التشديد للتكثير ، ويضاعف من باب المفاعلة الواقعة من واحد كما ذكرنا في حافظوا ، و ( أضعافا ) جمع ضعف ، والضعف هو العين وليس بالمصدر ، والمصدر الإضعاف أو المضاعفة ، فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الهاء ، في يضاعفه ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى ، لأن معنى يضاعفه يصيره أضعافا ، ويجوز أن يكون جمع ضعف ، والضعف اسم وقع موقع المصدر كالعطاء ، فإنه اسم للمعطى ، وقد استعمل بمعنى الإعطاء ، قال القطامي :
أكفرا بعد رد الموت عنى * وبعد عطائك المائة الرتاعا فيكون انتصاب أضعافا على المصدر ، فإن قيل : فكيف جمع ؟ قيل : لاختلاف جهات التضعيف بحسب اختلاف الإخلاص ، ومقدار المقرض ، واختلاف أنواع

نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست