الاضطراب العقلي وبطبيعة الحال ، فان فهم معنى الاضطراب العقلي مهم للغاية في ادراك أبعاد الانحراف ، باعتباره عجزاً في قابلية الفرد على التمييز بين الحقيقة والخيال .
فالمضطرب عقلياً ينتهك العرف الاجتماعي من خلال تصرفاته التي يختلط فيها الوهم بالحقيقة ، والسراب بالواقع ، والخوف بالأمان ، والأفكار المجزئة التي لا يجمعها رابط بالأفكار الطبيعية المتصل بعضها بالآخر . ولذلك فان أكثر الاضطرابات العقلية انتشاراً هي الاضطرابات الناشئة عن انفصام شخصية الفرد مع الحقيقة والواقع الخارجي . ويربط علماء الطب هذه الاضطرابات باختلال الهرمونات في الجسم الانساني وما يصاحب ذلك من اضطرابات نفسية وتفاعلات عاطفية تنتهي بالانسان إلى فهم الواقع فهماً مغايراً لفهم بقية الافراد [1] . ومنهم من يعتبر الاضطراب العقلي أو الجنون وسيلة ناقصة لدى الفرد للتعامل مع العالم الخارجي [2] . فالمضطربون عقلياً يفشلون في التعامل مع أجواء المجتمع المحيطة بهم ، فيلجأون في النهاية إلى التعامل مع أنفسهم وندبها على عدم فهم الواقع . فتراهم يتحدثون معها على مرأى من الملأ ، ويضحكون