نقد فكرة ( العدالة الاجتماعية ) في النظريات الغربية وتتنافس على الساحة الفكرية الاجتماعية في أوروبا وأمريكا ، أربع مدارس نظرية في تفسير معنى العدالة الاجتماعية ؛ وهي المدرسة التوفيقية ، والمدرسة الماركسية ، والمدرسة التلفيقية ، ومدرسة ( ماكس وبر ) . فالمدرسة التوفيقية بروادها الثلاثة ( أميلي ديركهايم ) ، و ( هربرت سپنسر ) ، و ( تاركوت بارسنس ) تؤمن بكل قوة بأن انعدام العدالة الاجتماعية الناتج من فوارق أجور العمل والمكافأت الاجتماعية يساعد بشكل حتمي على ثبات واستقرار النظام الاجتماعي [1] ؛ لأن ارتباط الدور الاجتماعي الذي يقوم به الفرد بالمكافأة المالية التي يستحقها هو الذي يحرك الطاقات الابداعية في النظام الاجتماعي . وقد فندنا آراء هذه المدرسة عندما درسنا موضوع الأجر والمكافأة في بداية هذا الفصل .
ولكن المدرسة الماركسية أصرت على ان انعدام العدالة الاجتماعية ما هو الا نتيجة حتمية للصراع الطبقي الدائر على الساحة الاقتصادية [2] . فتراكم الثروة عند افراد الطبقة الرأسمالية هو الذي ساهم في تصميم شكل القوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يسيطر بها هؤلاء على مصير