الملايين من الافراد الذين يموتون بسبب مخالفتهم هذه القاعدة الصحية . ففي العقد الأخير من القرن العشرين يموت في الولايات المتحدة بسبب عادة سيئة واحدة يمكن الوقاية منها - وهي التدخين وما يترتب عليها من أمراض ، كسرطان الرئة والفم والبلعوم - أكثر من 350 الف فرد سنوياً [1] . ويكلف هؤلاء النظام الصحي الأمريكي ، من أدوية وعناية طبية قبل موتهم مبلغاً يقدر بأكثر من عشرين بليون دولار [2] .
ولكن لو طبق نظام الوقاية لوفر على ذلك المجتمع هذا المبلغ الكبير من المال ، وأرجع قسماً من هؤلاء إلى أعمالهم وإنتاجهم .
أما نظرية الصراع الاجتماعي ، فإنها اعتبرت المعافاة الصحية مصدراً من مصادر القوة الاجتماعية التي اهتم بها الرأسماليون [3] . ولما كان المجتمع الرأسمالي مبنياً على المنافسة الاقتصادية ، فان المنافسة للسيطرة على النظام الصحي تحمل معها كل معاني المنافسة الاقتصادية ، لان النظام الصحي يدر على الطبقة الرأسمالية مقداراً هائلاً من الثروة ؛ ناهيك عن اندماج قادة النظام الصحي في العملية الرأسمالية ، وخصوصاً عمليات الاستثمار وما يصحبها من قدرة على تحويل القوة الاقتصادية إلى قوة سياسية . وإذا كان توزيع الثروة في المجتمع الرأسمالي محصوراً في الطبقة الرأسمالية القوية ، فان النظام الصحي - بكل ما يجلبه من خيرات سيكون حتماً - في قبضة اليد