فحلال فعله وتعليمه والعمل به ) [1] . ولعل في الآية الشريفة : ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ) [2] ، تلميح إلى العمل المهني الذي يقره الارتكاز العقلائي . والمستفاد من هذه النصوص الشرعية المساندة والمؤيدة ، بأن الأصل في العلوم الاجتماعية والتجريبية والدينية هو بناء النظام الاجتماعي وبناء الفرد بشكل يجعله مرتبطاً بالخالق سبحانه أولاً ، وقادراً على تأدية التكاليف الشرعية ثانياً ، وقادراً على اشباع حاجاته الأساسية ثالثاً .
وربما يستفاد من مقتضى نص قوله تعالى في خطاب النبي ( ص ) : ( وقل ربي زدني علماً ) [3] زيادة على ما قيل بأمر الله النبي ( ص ) بعدم التعجيل بقراءة القرآن وقت نزول الوحي ، ان الاسلام لم يقيد العلم بعلوم الدين بل أطلق عبارة العلم لتشمل كل العلوم التي تنفع الانسان في حياته العملية والدينية ؛ ومنها علوم الطب والتمريض والهندسة والفيزياء والكيمياء والفلك والتربة والجغرافية والتربية التي تساهم جميعاً في تيسير حياة الانسان لظهور النص القرآني أولاً ، وللنصوص الشرعية الأخرى التي تعضد هذا الرأي ، ثانياً .