responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 276


التجريبي تتعقّد بالتدريج لتكون كسوراً معقّدةً غيرَ صحيحةٍ ، مثل ثوابت علم الفلك والضغوط والقوى الكهربائية والثوابت الذرّية وغيرها . فمن أين جاءت الكسور وعدم الدقّة لهذه الثوابت ؟
لقد جاءت من عدم الصحّة في الثوابت الأصلية ، إذ أنَّها ثوابت اصطلح عليها اصطلاحاً ولا وجود لها في النظام الطبيعي . فالسنتيمتر وأجزاءه كوحدةٍ للطول موضوعٌ من قبلنا لا من قبل الطبيعة . ووزن مكعبٍّ واحدٍ منه سمّيناه غراماً وجزّأناه أو ضاعفناه لنضع عن طريقه مقياساً للأوزان ، في حين أنَّ الغرام لا وجود له كوحدة قياسٍ في النظام الطبيعي . وهكذا جرى القياس للكتل والأبعاد ، وكلّ شيءٍ آخر له قياسٌ من خلال ما وضعه الإنسان كاصطلاحٍ أوليٍّ للقياس . فكان من الطبيعي أن تظهر القوى الطبيعية وثوابتها على شكل كسورٍ ، لأَنَّ الوحدات المستعملة غريبةٌ عن وحدات الطبيعة الأصلية التي نجهلها .
فالمشكلة إذن ليس في ( الأعداد ) ، لأنَّنا نستعمل الأعداد نفسها وبشكلٍ صحيحٍ . إنَّما الخطأ يكمن مثلاً في ما نسمّيه بالواحد الذي هو أصل الأعداد ومنه تتكثّر . فكلُّ رقمٍ مهما بلغ هو في النتيجة حاصلٌ جمعيٌّ للواحد بصورٍ مختلفةٍ ، مع ذلك تظهر القياسات الخاطئة لأنَّنا لا ندري ما هو الواحد في قياس الطول مثلاً هل هو السنتيمتر أم هو الأنش ( الإنج ) " . فهذا القياس يخصّنا ، والواحد في الطول للنظام الطبيعي لا زلنا لا نعلم ما هو . . وهكذا لا ندري ما الواحد في الكتل والأوزان ولا ما هو في الضغوط والقوى الأخرى ، ومن هنا تعدّدت أنظمة القياس أيضاً .
إنَّ العقل البشري مصمّمٌ لمعرفة الأشياء بقياس ثابتٍ حقيقيٍّ نابعٍ من النظام الطبيعي ، وهو يقوم بإجراء المقارنة بسرعةٍ مذهلةٍ عند إصدار الأوامر إلى الذراع لإمساك قدحٍ أو رفعِ ثقلٍ أو أي عملٍ آخر . وهذا القياس الثابت الذي يدركه العقل ويعمل بمقتضاه هو ( الواحد ) . فالعقل مصمّمٌ لإدراك حقيقة هذا ( الواحد ) في النظام الطبيعي . وهذا الأصل هو نفسه جوهر وأصل الحساب في النظام كلّه ، وبالتالي في النظام الاجتماعي والكوني . ولا يمكن السيطرة على الطبيعة إلاَّ بإدراك حقيقة الواحد في نظامها .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست