responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 262


ذلك . فالأيّام الستّة هي رقمٌ عدديٌّ بديلٌ عن الأمد المضروب نفسه .
ب . وفاتهم أيضاً أنَّ الحديث عن ( أيّامٍ ) وقت لا زال فيه الفلك في أوّل تكوينه وتشكيله ، ووقت لم تنبثق عنه حركةٌ منتظمةٌ ، هو من باب الحديث عن المعدوم . إذ كيف يفترض وجود زمانٍ قبل تكوّن حركة الفلك ؟
ولكن حينما يكون هذا الزمان هو زمان الأجل التامّ فإنَّه سيكون من خصائص حركة الفلك ، ويكون له معنى يفهمه السامع ويقدّره . ويكون هو الظرف العام لحركة هذه الأجزاء كلّها . . فهي إذن ( فيه ) تتحرّك وتتكوّن ، و ( فيه ) تقع حوادثها من البدء والإعادة .
ج . وفاتهم أيضاً المعنى اللغوي . فلو قال الرجل لابنه المسافر ( قدّرتُ لك نفقةً وطعاماً في شهرين ) ، لكان معناه أنَّ الطعام والنفقة يكفيانه شهرين ، وليس المعنى أنَّه قضى شهرين في تقديرها . فلماذا أصبح قوله تعالى ( وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين ) مختلفاً ، وأصبحت الأيام الأربعة ماضية كلّها ؟ كما لو كان المجيبون لم يأكلوا من تلك الأقوات وليسوا ( سواء مع السائلين ) . فلم يسأل أحدٌ عن معنى ( سواء ) ، وبماذا هو متعلّق بالتقدير أم بالأيام الأربعة ؟ . فمن الواضح لغوياً أنَّه متعلّقٌ بأربعة أيامٍ فيها يظهر جميع السائلين . فهو من هذه الجهة أمدُ الخلق نفسه لا أمدُ السماوات والأرض . ومعلومٌ أنَّ حُقباً ودهوراً مرّت على أجناس وأطوار من الكائنات قبل الإنسان . . . فهذه الأيام الأربعة هي أمدُ الحياة على الأرض .
د . وفاتهم كذلك أنَّ الخلق ( مستمِّرٌ ) . قال تعالى :
* ( وَيَخلُقُ مَا لا تَعلَمون ) * ( النحل 81 ) وإنَّ توسيع السماء مستمرٌّ :
* ( والسَماء بَنينَاهَا بأيدٍ وَإنَّا لَموسِعون ) * ( الذاريات 47 ) وفاتهم وجودُ فعلِ مضارعٍ بجوارِهِ فعل مضارعٍ مستمرٍ في قوله تعالى :
* ( أنَّهُ يُبدئ ويُعيد ) * ( البروج 13 ) فالخطأ كلُّ الخطأ هو في تصوّرهم أنَّ الأيام الستة مضت كلّها كزمنٍ للخلق ، بينما الزمن لم يظهر كحركةٍ للفلك إلاَّ بعد الخلق الذي هو مستمرٌّ في ظرف زمانه .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست