responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 249


مُحكمٌ ومتشابهٌ متشابهٌ = غير مشتبهٍ / مشتبهٌ والآن انظر وانتبه معنا :
فلو قال القائلُ : ( إنَّ في العنب مشتبهاً وغير متشابهٍ ، وبعضُ الزّراعِ يجمعون ما تشابه منه ابتغاء بيعه بثمنٍ أعلى ) . فما معنى هذه العبارة ؟
معناها : أنَّ الزّراع يعزلون المتشابه ظاهرياً وحده ، كلَّ نوعٍ على جهةٍ ، في حين أنَّ هذا المتشابه هو عدّة أصنافٍ ، لأَنَّ جزءً منه هو المشتبه . فلماذا يفعلون ذلك ؟
لأَنَّ النوعَ الأدنى سيباع بسعر النوع الأعلى ، والمشتري يشتبه عليه فلا يميّز . هذا إنْ كان الزّراعُ يدركون الفارق بعد جهدٍ ، وأمَّا إنْ كانوا لا يدركون أو لا يميّزون فيجب أن تخلو العبارة من التركيب ( ابتغاء بيعه ) ، لأنَّها حدّدت الغايةَ أنَّها للبيع بسعرٍ أعلى .
ولو عدتَ الآن إلى آية الزيغ لوجدتَ أنَّ أهل الزيغ ( يتّبعون ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) وذلك بجعلهم المتشابه شيئاً واحداً مكرّراً ، فيفقد القرآن بذلك نظامه في المتشابه فكيف بالمشتبه ؟
فهذا الذي يتّبعونه إذن هو ( المُحكم المتشابه غير المشتبه ) .
والآن نسأل ما هو المتشابه غير المشتبه في القرآن ؟
والجواب : إنَّ كلَّ لفظٍ لم يُكرّرْ فهو عرضةٌ للاشتباه ، لأنَّه لا يمكن كشف معناه بالاقتران . فهذا المشتبه مثل سورة الإخلاص وألفاظها التي لا وجود لها إلاَّ في هذه السورة . أمَّا غير المشتبه فهو الذي اشتركت ألفاظه في تراكيب عديدة ، وهو موضوعٌ واسعٌ للتأويل وهو نفسه المساحة التي يتمكّن هذا المنهج من العمل فيها . . . إذ المنهج لا قدرةَ له حالياً على ما لا مكرّرات لفظية له في التراكيب المختلفة . فالتراكيب المشتركة في الألفاظ متشابهةٌ بما يكفي لتأويلها إلى عدّة وجوهٍ عند إنكار النظام القرآني . . . لكنها وجوهٌ باطلةٌ وتأويلاتٌ مغرضةٌ يمكن اكتشافها بأدنى تدبِّرٍ يعني بملاحقة ألفاظها في القرآن الكريم .
فالتمر مثلاً فيه أصنافٌ تتشابهُ لحدِّ الاشتباه ، ومع ذلك فإنَّها تحافظ على النوع وأيضاً فيه أصنافٌ غير متشابهة . وكذلك العنب . . فلا يتشابه العنب الأبيض مع الأحمر أو الأسود . ولكنَّ في العنب الأبيض نفسه أصناف غير متشابهةٍ ، ومن الصنف نفسه

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست