responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 237


الكِتَابِ لَفي شِقاقٍ بَعيد ) * ( البقرة 176 ) لكن . . من الذين اختلفوا مَن هو مؤمنٌ ، لقوله تعالى :
* ( وَلَكِن اختَلَفوا فَمِنهُم مَن آمَنَ وَمِنهُم مَن كَفر ) * ( البقرة 253 ) فكيف قلنا أنَّ جميعهم بغاةٌ ؟
هنا تظهرُ واحدةٌ من دقائق النظام القرآني .
فالذين اختلفوا في الكتاب هم جميعاً بغاةٌ أهلُ شقاقٍ عن قصدٍ ومعرفةٍ !
أمَّا الذين في هذه الآية الأخيرة فليسوا أولئك ! أنَّهم الذين جاءوا من بعدهم فلم يقلْ أنَّهم اختلفوا في الكتاب ، بل اختلفوا وحسب ، فمنهم المؤمن ومنهم الكافر . أمَّا الذين اختلفوا في الكتاب نفسه فهم جميعاً من أهل الشقاق .
وقد تسأل قائلاً : إنَّ القرآن امتدحَ بعض أهل الكتاب ، كقوله تعالى :
* ( مِنْ أهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ ) * ( آل عمران 183 ) والجواب : إنَّنا نخبركَ بما هو أدقُّ من ذلك . . ف‌ ( أهلُ الكتاب ) هم غير الذين ( أوتوا الكتاب ) ، وهؤلاء غير ( الذين آتيناهم الكتاب ) ، ف‌ ( الذين أوتوه ) بالبناء للمجهول ، هم أهل شقاقٍ لم يختلف في الكتاب سواهم ( وما اختلف فيه إلاَّ الذين أوتوه ) .
وأمَّا الذين ( آتيناهم الكتاب ) فإنهم أصفياء الله الممدوحون في كلِّ القرآن الكريم وبجميع السور .
أتدري لماذا ؟
لأَنَّ الله هو الذي آتاهم الكتاب .
أمَّا الذين ( أوتوا ) بالبناء للمجهول فهم ( علماء ) سَلَّمت لهم جهةٌ ما غير الله تعالى مسؤولية تبيان الكتاب ! فاختلفوا فيه لأنَّهم كفروا من أول لحظة ، وهي لحظة قبولهم حمل الكتاب من غير أن يحمِّلهم الله هذه الأمانة ! ولذلك يجيء بأداة الحصر عنهم ( وما اختلف فيه إلاَّ الذين أوتوه ) ! .
فالجهلة بالكتاب لا يختلفون فيه لأنَّهم لا علم لهم به . إنَّما يختلف فيه العلماء لأنَّهم يتعاملون مع الكتاب وتحمَّلوا أمانة حمله عن قصدٍ بدلاً عن ( الذين آتيناهم الكتاب ) . وإنَّما تحمَّلوها عن قصدٍ لهذه الغاية فقط وهي إبقاء الاختلاف ، لأَنَّ الكتاب هو مصدر هدايةٍ وتوضيحٍ للاختلاف فلا يمكن أن يختلفَ فيه ، ولن يقدرَ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست