الفصل الرابع : حلول المنهج للتناقض المزعوم في القرآن
تمهيد
الفصل الرابع إنهاء المنهج اللفظي للتناقض المزعوم في القرآن تمهيدٌ إنَّ دعوى التناقض بين آيات القرآن ليست جديدةٌ ، بل يظهر من بعض النصوص أنَّها رافقت نزول القرآن زمنياً ، وأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلّم قد نهى عن القول بتناقض القرآن ، وأنَّ مجادلاتٍ قد وقعت بين الصحابة في معاني القرآن الكريم أو قراءته ممّا يُفهمُ منه الاختلاف في المعاني أدّى إلى غضبِهِ ( ص ) غضباً شديداً وإعلانه كفر من ( ضرَبَ القرآن بعضه ببعض ) .وقد حاول بعض العلماء تأويل تلك النصوص لإنكار وقوع الاختلاف بين الصحابة بشأن القرآن ومعانيه .
ومن الواضح أنَّ اختلاف الخلق في القرآن أو قولهم بوجود التناقض هو أمرٌ عاديٌّ وليس هو أسوأ ممّن قال هو من ( قول البشر ) . فبعض تلك المجادلات كانت لغاية فهم القرآن لا اتّهامه . وإذن فإنكار البعض من العلماء بوقوع الجدال بين السلف لا علاقة له بإثبات أو نفي أنَّ القرآن نفسه متناقض .
والمنهج اللفظي يرى العكس من ذلك ، ويرى أنَّهم إنْ لم يختلفوا فيه قط فمعنى ذلك أحد ثلاثة أشياءٍ :
إمَّا أنَّه كلامٌ عاديٌّ جداً لا يمتلك صفة البقاء والديمومة والأعماق العديدة للمعاني ، وهو إبطالٌ للإعجاز كما تعلم فيفهمه لذلك جميع الناس فهماً واحداً .
وأمَّا أنَّهم من الطاعة بحيث أسلموا القياد ونفَّذوا الوصايا الخاصة بالقرآن ، وهو أمرٌ مردودٌ تاريخياً وقرآنياً . . مردودٌ قرآنياً من خلال توبيخه لمخالفاتٍ هي أكبر من ذلك في قدرتهم على تنفيذها ، ومردودٌ تاريخياً من خلال ما نجده من اختلافٍ مستمرٍ هو فرع لذلك الاختلاف الأول .
وأمَّا أن يكون معناه أنَّهم بمستوى واحدٍ من العلم الإلهي