responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 226


لكن المنهج لا يستدلَّ على القرآن بالعلم ، بل يفعل العكس . وإذن فلا شأن له بالصورة المتكوّنة ما لم يثبت لديه ذلك من القرآن .
الخطوة الثالثة : ( الرواسي ) لا يحتاج المنهج اللفظي لإثبات أنَّ الرواسي شيء ، والجبال شيء آخر ، لأَنَّ إحدى قواعده نصّت على ( استحالة وجود المترادفات في اللغة عموماً وفي القرآن خصوصاً ) . لكنه يريد البحث عن حقيقة الرواسي وحقيقة الجبال .
ومن استقراء عددٍ قليلٍ من الآيات بشأن الجبال مثل :
* ( وإلى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ ) * ( الغاشية 19 ) وهي الآية التي جاءت بعد الأمر ( أفلا ينظرون ) . . فإنَّ المنهج اللفظي يعلم فوراً أنَّ الجبال هي الجبال المعهودة والمعروفة والمنظورة ، والتي هي منصوبةٌ على الأرض . أمَّا الرواسي فلم يلفت النظر إليها ، لأنَّها غير منظورة بالعين .
الخطوة الرابعة : المقارنة اللغوية الأولية والاقتران اللفظي الأولي يلاحظ المنهج الفرق اللغوي بين كلٍّ من الألفاظ ( رسا ) و ( أرسى ) و ( جبل ) كأفعالٍ أو أسماءٍ أو مصادر .
فبالنسبة للفظ ( جبل ) فإنَّ قوله تعالى :
* ( والجبِلّة الأولين ) * يستلزم أن تكون الجبال من تراب الأرض ، لاشتراك اللفظ نفسه في عملية إنشاء الإنسان والجبال .
وقوله تعالى :
* ( وَكَانَتْ الجِبَالُ كَثيباً مَهيلا ) * ( المزمل 14 ) هو دليلٌ آخر على أنَّ الجبال هي كثبانٌ من تراب الأرض .
أمَّا اللفظ ( أرسى ) . . فهذا الفعل يعني ثبات الشيء المتحرّك أصلاً ليكون مستقرَّاً في حركةٍ منظّمةٍ . ومنه ( مرسى ) السفن على سواحل البحار ، و ( الراسي ) اسم فاعل ، أي ما له قدرةٌ على هذا الفعل . فيمكن أن تكون ( الراسية ) هي قوّةً معيّنةً لا شيئاً منظوراً .
ولغرض التفريق بين لفظين فإنَّ المنهج اللفظي يستخدم طريقة الاقتران . فهو يبحث عن الآية أو الآيات التي تجمع بينهما على أيّة صورةٍ كان فيها اسماً أو فعلاً أو مصدراً . وبتطبيق ذلك على لفظي ( الجبال ) و ( الرواسي ) نجد أن الآية التي تجمع بينهما هي قوله تعالى :
* ( وَالجِبَالَ أرسَاها ) * ( النازعات 32 ) إذن الجبال جزءٌ من كتلة الأرض وهي تحتاج إلى ( إرساء ) أو ( رسي ) .
الخطوة الخامسة : متابعة الاقتران لألفاظ أخرى إذا كانت الرواسي هي قوّة ، والجبال هي تلك المعهودة التي تحتاج إلى إرساء . فهذا يعني أنَّ تثبيت الأرض يجب أن يكون بالرواسي لا بالجبال .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست