responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 215


والآن إذا سألتهم : ( هل يقدر الله على خلق إلهٍ آخر ؟ ) يضطرُّ الفلاسفة إلى القول : نعم لأنَّ الله على كلّ شيء قدير والإله الآخر معدومٌ ولكنه شيء !
أنَّهم لم يقولوا ذلك على النحو الذي ذكرناه ، ولكن نذكره لغرض بيان كيف تناقض أفكارهم قواعد القرآن ، فيضطرّون أمَّا لتحريف المعاني أو افتراض مزيدٍ من السفسطة التي سمّوها فلسفةً . وبالمناسبة فإنَّ المنهج اللفظي ينسف مباني الفلسفة الإسلامية من جذورها ولا يبقي لها باقيةً . . ولكن ذلك سيأتيك مفصّلاً في موضعٍ آخر .
إنَّ السؤال : ( هل يقدر الله على خلق إلهٍ آخرٍ ؟ ) هو سؤالٌ خاطئٌ في تركيبه الأصلي ، وليس هو بسؤالٍ حتى يمكن إجابته ، لأنَّكَ بمجرّد أن تقول ( يخلق ) فالثاني مخلوقٌ ، وليس بإلهٍ حقيقيٍّ . فالجملة التي صيغَ بها السؤالُ خاطئةٌ ، والإله الآخر معدومٌ والمعدوم ليس بشيء - مع الاعتذار للفلسفة - لأنَّ الشيئية صفةٌ للموجود ، وما لا وجود له لا يتّصفُ بهذه الصفة .
وإذن فقوله تعالى ( إنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير ) يتحدّد بما له وجود . أمَّا الذي لا وجود له فلا شيء ، ولا وصف للقدرة عليه ، ولا موضوع هناك ليناقشه أحدٌ إلاَّ مولعٌ بالسفسطة لا غير .
إنَّ السؤال موضوع البحث وهو ( هل يقدر الله أن يخلق كائناً يأتي بمثل القرآن ؟ ) هو مثل السؤال عن قدرته تعالى في خلق إلهٍ آخر .
لأنَّ هذا الكائن إمّا أن يتكلّم بتلقينٍ من الله وبالتالي فهو ناقلٌ للكلام حاله حال النبي ( ص ) والأمين ( ع ) ، وأمَّا أن يتكلّم من تلقاء نفسه ومن إنشائه فيكون كلامه مثل القرآن وهذا لا بدَّ أن يكون إلهاً آخر لأنَّه لا يقدر أن يتكلّم مثل الله إلاَّ إلهٌ آخرٌ له نفس قدراته العلمية وإحاطته بالكائنات ! ! وهو محالٌ .
إذن فقول العلماء أنَّ الله يقدر على خلق كائن يأتي بمثل القرآن يُشبهُ القول بأنَّه قادرٌ على خلق إلهٍ آخرٍ . وهذا يعني أنَّ احتمال وجود الإله الآخر ( ممكنٌ فلسفياً ) .
فأكرِمْ بها من فلسفةٍ عظيمةٍ لدى المسلمين !
تلكَ . . واحدةٌ من عشرات المقولات المضحكة التي شُحنت بها كتب علم الكلام وفلسفة المسلمين والتي طالما تفاخروا بها ! ! .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست