responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 185


ما تحته ) وفق الوصف الذي وصفه به الجاحد فضلاً عن المؤمن .
ومعلومٌ أنَّ هذا المنهج تتفرّع عنه جميع الحقائق المرصودة الظاهرة ، وبعض ظلال الحقائق الباطنة للنصِّ القرآني دفعةً واحدةً ، من خلال طبقاتٍ متداخلةٍ للاقترانات اللفظية مع بعضها البعض ، بحيث أنَّ المعارف المنتزعة من النصّ تتوزّع بصورةٍ متوازيةٍ وبجميع الاتجاهات كما يتبيّن لك من الرسم التوضيحي القادم .
فحينما تحصي جميع الاقترانات في الطبقة الأولى فإنَّ النصّ يعطيك مرّةً واحدة جميع العلوم والمعارف في تلك الطبقة من المعرفة ، ويقابلها شيء مساوٍ لها من باطن النص ، وحينما تقوم بإحصاء الاقترانات في الطبقة الثانية أي ملاحقة اقتران أكثر من لفظ باللفظ الواحد مع متابعة ذلك الاقتران الأكثر مع بعضه البعض تنكشف لك درجةً جديدةً من تلك المعارف ، هي الرسم نفسه ( الطبقة الثانية ) . . وهكذا كلما ازدادت إحصاءات عدد الاحتمالات ازدادت المعرفة حول النص مع انكشاف الطبقة الأسبق للنصوص الأخرى المقترنة به لفظياً . . وهذا هو سرُّ الإعجاز القرآني كما سنوضّحه لك فيما بعد .
إذن فالنصُّ القرآني متّصلٌ بالموجودات كلّها من خلال اتّصاله ( بوحدة القرآن ) فلا نهاية للاكتشافات المحتملة من ظاهره ، وبالتالي فلا إمكانية لمعرفة باطن النصّ معرفةً تامّةً بحيث لا يبقى فيه شيءٌ خافٍ على الباحث .
إنَّ كلّ طبقةٍ هي أوسع دائرةٍ وأكثر تشابكاً واشتراكاً من الطبقة السابقة عليها ، ولكنها بالطبع أكثر وضوحاً لبعدها عن النصّ ، وبالتالي تتراءى من باطن النصّ معرفةٌ أكبرُ ممَّا سبقها من طبقاتٍ . فالنصّ القرآني هو النصُّ الوحيدُ الذي تكون علاقتُهُ عكسيةٌ بالباحث . . . فكلمّا احترم الباحثُ النصّ ومنع نفسه من الجرأة عليه وابتعد عنه ليطوف حوله من بعيدٍ كلمّا منحه النصّ معرفةً تتناسب عكسياً مع هذا البعد . ومن أجل ذلك جعلنا السهام في الرسم من الجهتين . فالنصّ إذا ظهر لك وهو يتحدّث عن الطبيعة مثلاً ، فهو يتحدّث في حقيقة الأمر عن العقائد وعلم النفس وعن جميع المعارف الأخرى ، من خلال اقترانه بألفاظ النصوص الأخرى التي بدورها تكشف لك المزيد من أسرار النصّ . وهكذا فإنَّكَ إذا وجدت أنَّ عددَ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست