responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 171


الشاهدٌ الثالث : قوله تعالى : * ( بأنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ) * ( الزلزلة 5 ) ولا بدَّ أيضاً أن يلتبس عليهم هذا الاستعمال التباساً شديداً ، لأنَّ اللفظ ( إلى ) استُعمل كثيراً مع الإيحاء والوحي كقوله تعالى : * ( بمَا أوحَينَا إليكَ هذا القُرآن ) * ( يوسف 3 ) وقوله تعالى : * ( وَأوحى رَبُّكَ إلى النَحل ) * ( النحل 68 ) إلى غيرها من الآيات .
غير أن المنهج يسير بنفس القواعد ، ولا يفوته السؤال عن ما أوحي ومن أين إلى أين . . أمَّا ( ربُّك ) فلا أين معه وهو الذي ( أيَّن الأين ) . ولكنّ الموحى موجودٌ في الآيات التي استعمل فيها اللفظ ( إلى ) ، والسامع يربط ذهنياً بين مكان المُوحي ومكان الموحى إليه ، ولا يلتفت إلى مكان المُوحي ، بينما في الآية موضع الشاهد ، فإنَّه لم يذكر ما هو الذي أوحاه ، فكيف يستعمل ( إلى ) وهو لم يذكر النقطة الأولى للحركة ؟ أتريد منه أن يقول أنَّه متحيّزٌ في مكان ؟ فسبحان ربّك ربِّ العزة عمّا يصفون .
فالموُحى به في الآيات التي تضمّنت اللفظ ( إلى ) مذكورٌ دوماً فقد يكون لفظاً واحداً مثل ( القرآن ) ، أو يكون جملةً مثل قوله تعالى : * ( وَأوحينَا إلى أمِّ مُوسى أنْ ارضِعيه ) * ( القصص 7 ) أو قوله تعالى : * ( وَأوحى رَبُّكَ إلى النَحل أنْ اتَّخِذي ) * ( النحل 68 ) وهكذا . .
فلا تتخيّل أنَّ المُوحى به في تلك الجمل ( تحت ) النحل أو أم موسى مكانياً ، بل هو أمرٌ علويٌّ انتقل من موضعه ( إلى ) هؤلاء .
فقوله تعالى ( بأنَّ ربّك أوحى لها ) لا ذكر فيه لما أوحى على سبيل التحديد ، والقطعة الظرفية غائبة فلا يمكن استعمال ( إلى ) . . ومعنى ذلك أنَّ ( الفاعل والمنفعل ) بما أوحي هو نفسه ، فلا يوحي ( إليها ) لتفعل شيئاً خارج نفسها ، بل يوحي لها ( لتنفعل ) لأنَّه لم يذكر تحديد ما أُوحيَ ولا ما فعلت ، لكنه معلومٌ من المقدّمة . . ألا تراه كيف جعل الزلزالَ ( زلزالها ) والفاعل هي أيضاً ؟ ! والأثقال ( أثقالها ) والذي يُخرجه هي .
نعم . . هذا الفهم يحتّمُ أن تكون قراءة ( زلزلت ) مثل قراءة ( أخرجت ) بالفتح لا بالبناء للمجهول ليقع السؤال صحيحاً :
* ( وقَالَ الإنسَانُ مَالَها ) * ( الزلزلة 3 ) فالبناء للمجهول ينبّه إلى الفاعل ، لأنَّ إخفاء الفاعل يثير السامع للسؤال عنه ، فالسؤال المرتقب ( من فعل بها ذلك ؟ ) ، بينما السياق هنا يظهر أنَّها خرجت من عادتها فزلزلت زلزالها وأخرجت أثقالها . وعندئذٍ لا يسأل عن الفاعل ،

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست