responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 152


إنكارياً عن أمرٍ يعلمه ؟ وكيف يحدث الإضراب إلى ما هو مجرّد حجّةٍ لا يمثّل حقيقةً وهو قولهم ( تقوّله ) ؟ .
لقد اختلَّ المعنى كلّه ، وصار قولهم ( تقوّله ) حقيقة يؤمنون بها ، بينما هو يريد نفي إيمانهم بالمقولة الزائفة ، لأنّهم أصلاً لم يؤمنوا بوجوب الطاعة لله ولرسوله . فاستفهمَ إنكارياً عن الاحتمالات كلّها في سورة الطور ، وأجاب عنها كلّها بصورٍ مختلفةٍ منها استخدام ( بل ) . وهكذا فلا تساويَّ ولا تشابهَ بين هذين اللفظين ( أمْ وبل ) مطلقاً .
وفي قوله تعالى : * ( أمْ خَلَقوا السَمِواتِ والأرضَ بل لا يوقِنون ) * ( الطور 36 ) لا ندري ولا أحد يدري لماذا تُبدَّلُ اللفظةُ عندهم بغيرها في المعنى ، حتى إذا أُسقِطَ في أيديهم قالوا ( بل مع الهمزة ) ؟ . فجاءت الهمزة المسكينة لتعاون ( بل ) في إعادة الاستفهام الذي أماتوه في الآيات فاختلَّ المعنى ، وأصبحت الآيات تعني أنَّهم خلقوا السماوات والأرض وله البنات وله شركاء . . إلى آخر ما في القرآن .
وأصرَّ الكوفيون على أنَّها ( بل ) بلا همزة ، وأصرَّ البصريون على أنَّها ( بل ) مع الهمزة ! ! و ( أم ) مندهشة غاية الاندهاش من محاولاتهم إزاحتها وقد نزل بها الوحي وهي تردّد :
* ( أم لَهُم سَلَّمٌ يِستَمعون فيه فَليَأتِ مُستَمِعُهُم بِسُلطَانٍ مُبين ) * ( الطور 38 ) وسوفَ ترى في القاعدة التاسعة الآتية لاحقاً أنَّهم تصدّوا للمفردة ( أو ) فكانت هي الأخرى تأتي بمعنى ( بل ) ، وكان شاهدهم هو قوله تعالى :
* ( وأرسلنَاهُ إلى مائةِ ألفٍ أو يَزيدون ) * ( الصافات 147 ) فقُدَّرِت على أنَّها ( بل يزيدون ) أو ( يزيدون ) - راجع الإنصاف للأنباري / 478 . فها هي ( بل ) تحلُّ محلَّ ( أو ) أيضاً فسلامٌ على ( بل ) !
لقد قال البصريون في مسألة ( أو ) كلاماً حسناً للغاية ذكره الأنباري في كتابه ( الإنصاف ) لكنَّهم ما ساروا عليه قط إلاَّ في مسألة ( أو ) ، إذ قالوا : ( . . والأصل في كلِّ حرفٍ أن لا يدلُّ إلاَّ على ما وُضِعَ له - ولا يدلُّ على معنى حرفٍ آخر ، فنحنُ تمسّكنا بالأصلِ ، ومن تمسّك بالأصلِ استغنى عن إقامة الدليل ، ومن عدل عن الأصل بقي مرتهناً بإقامة الدليل ) . ( الإنصاف / مسألة 67 / 481 ) .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست