responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 130


مناقشة نماذج من تفسير المفردة بغيرها عند المفسِّرين لقد ذكرنا مشكلة تفسير المفردة بغيرها في مقدمات هذه المباحث ، ونسوق فيما يلي مجموعةً أخرى من النماذج السريعة للاطلاع والتنبيه لا غير ، لأنَّ هذا الأسلوب ( أسلوب تفسير المفردة بغيره ) قد شمل معظم مفردات القرآن تقريباً .
وقد قيل أنَّ أكثر الأخطاء رسوخاً هي في ما تسالم عليه الناس وعدّوه من الصحاح التي لا جدال فيها ، فهذا التنبيه ضروري من هذه الجهة .
المفسِّرون المعاصرون حاولوا إرجاع المفردة إلى المادة اللغوية . لكنهم لم يخرجوا من دائرة المرادفات ، كما أنَّهم لم يخرجوا من جملة القواعد الموضوعة . ولذلك تراهم يقولون : ( إنَّ هذه المادة وردت تارةً بمعنى كذا وتارةً بمعنى كذا ) .
إنَّ المنهج اللفظي يرى أنَّ للمفردة معنىً واحداً في الأصل ، وأنَّ الاستعمال القرآني قد جرى على هذا الأصل الذي هو أعمُّ من أيِّ معنىً متعارفٍ عليه ، وأبعد غوراً في الدلالة على المعنى المقصود . ولذلك فإنّه كمنهجٍ نابعٍ من هذا الاستعمال الشريف لا يمكن له أنَّ يجيز شرح المفردة ( أي مفردةٍ ) إلاَّ بجملةٍ تامّةٍ محكمةٍ كتعريفٍ أوليٍّ لها ، وهو مع ذلك لا يصل إلى المعنى التام الأصلي الذي استعمله القرآن وعناه .
ولكنه بهذه الوسيلة التي تستشرف المعاني الأصلية للمفردات والتامة للعبارات سيكشف الحقائق الأقرب ويصحّح العقائد ويستدل بها على السبيل . فمثل الألفاظ في هذا المنهج كمثل الألوان التي يتألف منها الطيف الشمسي إذا عددتها فهي سبعةٌ . ولكنّك تستطيع أنَّ تجعل من هذه الألوان السبعة ملايين بل مليارات من الألوان المغايرة الأخرى ، وذلك بخلطها بنسبٍ متفاوتةٍ . فالتغيير الحاصل ليس سببه أنَّ اللون الأحمر ليس بأحمرٍ فهو تارّةً يأتي مصفرّاً وتارّةً مخضّراً . . إنَّمَا سببه التفاوت في نِسَبِ المزج بين الألوان السبعة الأصلية .
فكذلك للمفردات معاني أصلية ثابتة ، هي بالتركيب وبالترتيب المعيّنين تعطي ناتجاً مختلفاً للجملة و اللفظ في هذه التراكيب لم يتغيّر قط وإنّما تغيّر موضعه وما أحاط به من ألفاظ .
ويأمل المنهج أنَّ يرى على القارئ أثراً من تصوّر ما يريد قوله من خلال ما مرّ من أمثلةٍ سابقةٍ وما سيأتي منها . ولذلك فهو يلتمس من القارئ الكريم التأمّل والتدقيق والإعادة لبعض المواضيع ليتعرّف على جلية الأمر .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست