responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 127


والسريان في كلّ الأجزاء بحيث تتغير الصورة المنظورة كما لو ( اشتعلت بالفتنة ) أو غير ذلك .
5 . قوله تعالى : * ( وَحرَّمنَا عَلَيهِ المَرَاضِعَ ) * ( القصص 12 ) قالوا : ( هو من باب إقامة المفعول بدل الفاعل ) .
ومعنى ذلك أنَّ أصل العبارة هو : وحرَّمناه على المراضع .
إنَّ هذا القول لم يكن تعسّفاً بغير ما سببٍ وحسب ، وإنَّما هو فوق ذلك جرأةٌ على الله تعالى ورسوله واعتداءٌ سافرٌ على موسى ( ع ) .
ذلك لأَنَّه حينما حُرِّمَت عليه المراضع فإن موسى ( ع ) يكون هو الذي استلم أمر التحريم وعمل به فلم يقبل على مرضعةٍ ما لأنَّها محرّمةٌ عليه . ومعلومٌ أنَّ المرضعات من آل فرعون كافراتٌ فيُخشى أنَّ يُصيبه من داء الرضاع ما يصيب المولود من النسب ، ولأجل ذلك ولأهمِّية الرضاع حرَّم الشرعُ من الرضاع ما يحرَّم من النسب .
إنّ غاية العبارة التفسيرية هي إظهار طهارة نساء آل فرعون ، وأنَّه تعالى قد حرَّم عليهن موسى ( ع ) وما يتبع ذلك من إساءةٍ لهذا النبي الكريم وقلبٍ لمعنى الآية رأساً على عقبٍ ! .
ويبقى السؤال نفسه الذي نردّده : ( ما هي غاياتهم من قلب التركيب الذي نزل به الوحي ؟ ) وقد يقال : ( إنهم قالوا ذلك لأَنَّه من غير المعقول أنْ يحرِّم الله تعالى شيئاً على الرضيع ، إذ هو دون سنّ التكليف ولا يفهم شيئاً ! ) .
الواقع . . إنَّ الذي يقول ذلك هو الذي لا يفهم شيئاً ! .
لأَنَّه إنْ كان موسى ( ع ) شبيهاً بالمسيح ( ع ) ، فقد قال المسيح ( ع ) وهو في القماط :
* ( إنَّي عَبدُ اللهِ آتَاني الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبيَّا ) * ( مريم 30 ) وإنْ كان شبيهاً بيحيى ( ع ) فقد قال الله تعالى فيه :
* ( وآتَينَاه الحُكمَ صَبيَّا ) * ( مريم 12 ) لكنه تعالى لم يترك الأمرَ غامضاً . . فهو في معرض تذكير موسى ( ع ) بنعمه عليه قد شرح له قصة هذه النِعَم كما لو كان يتذكّرها بالتفصيل :
* ( وَألقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي ) * ( طه 39 ) * ( وَلِتصنَعَ عَلَى عَينِي ) * ( مريم 39 ) * ( إذ تَمشي أختُكَ فتَقولُ هل أدلُّكُم عَلَى مَن يَكفِلُهُ ) * ( طه 40 )

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست