responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 112


عجيبةٌ لم تنتج كيمياء النحو مثلها إلاَّ في أمّتنا .
وتقديراً منّا لهذا العلم الجمّ سندعو لجميع أعضاء هذا المختبر النحوي بهذا الدعاء : ( جعلكم الله " خفيين على أهل " الميزان ) ونحن نقصد بالطبع ( ثقيلين في الميزان ) حسب معادلتهم !
أترى أخي القارئ أنَّ ( خفيَّ ) قريبٌ من ( ثَقُلَ ) أم هو قريبٌ من ( خفَّ ) ؟
والشيء إذا خفيَّ ثَقُلَ أم خفَّ ؟ وكيف يثقُل ما يخفى ؟ نحن نرى العكس . . نرى أنَّ الأمر إذا خفيَّ على المرء فإنَّه لا يثقل عليه ! ومع ذلك فلا وجود لمن يخفَّ أو يَثقُل عليه أمرُ الساعة في الآية إلاَّ ما هو في أذهان النحويين والمفسِّرين . فالساعةُ ليست خافية ، بل ظاهرة ولظهورها قال تعالى : * ( إنَّ السَاعَةَ آتيةٌ أَكادُ أُخفِيهَا ) * ( طه 15 ) فلماذا ( يكاد يُخفي ) ما هو خفي ؟ ، بل يتوجّب أنَّ يكون الإخفاء لِمَا هو ظاهرٌ أصلاً .
وكذلك قال تعالى : * ( إنَّ السَاعَةَ لآتيةٌ رَيبَ فيهَا وَلَكِنَّ أكثَرَ النَاسِ لا يُؤمِنون ) * ( غافر 59 ) لقد التبس الأمر على هذا المفسِّر لانشغاله بتحضير الآية من موادها الأولية ! ونسي أنَّ الخفاء ليس في الساعة بل في موعدها . والآية تتحدّث عن الساعة نفسها لا عن موعدها . فهي لعظمتها عند الله ( ثَقُلَت في السمَاوات والأرضِ ( ، وما عَظُمَ عند الله ثَقُلَ لا خفَّ . ألا تراه يقول عمَّن لا قيمة له عند الله : * ( فَلا نُقِيمُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ وَزنَا ) * ( الكهف 105 ) ويقول عن المؤمن : * ( وَأمَّا مَن ثَقُلَت مَوازينهُ فَهوَ في عَيشَةٍ رَاضية ) * ( القارعة 6 ) وإذن فالساعة ثقُلت لعظمتها عند الله في السماوات والأرض ، فلا تقدير ولا إضمار ولا حذف ولا إبدال ولا أيّة أعمالٍ أخرى ، ويبقى التركيب القرآني كما هو لا يؤدّي معناه سواه . ولا تحسبهم معذورين في ذلك ولو انشغلوا ، لأنَّ تكملة الآية تتحدّث عن موعدها . فمن ذا الذي يتوهّم بين الساعة وموعدها سواهم ؟
* ( ثَقُلَت في السمَاوات والأرضِ لا تَأتِيكم إلاَّ بَغتَةً ) * ( الأعراف 187 ) المورد الرابع قوله تعالى :
* ( فَمَا لِهؤلاءِ لا يكادونَ يَفقَهُونَ حَديثَا * مَا أصَابَكَ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست