به على كل أحد من مؤمن وكافر ، كما قال في قصة بني إسرائيل « وجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ » « 1 » .
والثاني : ملك بتمليك الأمر والنهي والتدبير لأمور الناس ، فهذا لا يجوز أن يجعل اللَّه لأهل الضلال ، لما فيه من الاستفساد بنصب من هذا سبيله للناس ، لأنه لا يصح مع علمه بفساده ارادة الاستصلاح به ، كما يصح منامتى « 2 » لا يعلم باطن حاله في من يؤمره « 3 » علينا .
وقوله « إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ » معناه : يحيي الميت ويميت الحي ، فقال الكافر عند ذلك « أَنَا أُحْيِي وأُمِيتُ » يعني : أحييه بالتخلية من الحبس من وجب عليه القتل ، وأميت بالقتل من شئت ممن هو حي ، وهذا جهل منه ، لأنه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى ، عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت على سبيل الاختراع ، كما يفعله اللَّه تعالى من احياء من قتل أو مات ودفن وذلك معجز لا يقدر عليه سواه ، فقال ابراهيم « فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ » ولم يكن ذلك انتقالا من ابراهيم من دليل الى دليل آخر من وجهين :
أحدهما : أن ذلك لا يجوز من كل حكيم بعد تمام ما ابتدأ به من الحجاج وعلامة تمامه ظهوره من غير اعتراض عليه بشبهة لها تأثير عند التأمل والتدبر لموقعها من الحجة المعتمد عليها .
الثاني : أن ابراهيم انما قال ذلك ليتبين أن من شأن من يقدر على أحياء الأموات واماتة الأحياء أن يقدر على إتيان الشمس من المشرق ، فان كنت قادرا على ذلك