responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 95


والوجه في خلق الكرسي إذا قلنا إنه جسم ، هو أن اللَّه تعالى تعبد تحمله الملائكة والتعبد عنده ، كما تعبد البشر بزيارة البيت ولم يخلقه ليجلس عليه ، كما تقول المجسمة ، واختاره الطبري ، لأنه عز وجل يتعالى عن ذلك ، لان ذلك من صفات الأجسام ، ولو احتاج الى الجلوس عليه لكان جسما ومحدثا وقد ثبت قدمه .
فصل : قوله « لا إِكْراه فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ويُؤْمِنْ بِاللَّه » الاية : 256 .
قيل : في معنى قوله « لا إِكْراه فِي الدِّينِ » أربعة أقول :
أولها : قال الحسن وقتادة والضحاك : انها في أهل الكتاب خاصة الذين يؤخذ منهم الجزية .
الثاني : قال السدي وابن زيد : انها منسوخة بالآيات التي أمر فيها بالحرب .
الثالث : قيل « لا إِكْراه فِي الدِّينِ » أي : لا تقولوا لمن دخل فيه بعد حرب أنه دخل مكرها ، لأنه إذا رضي بعد الحرب وصح إسلامه فليس بمكره .
فان قيل : كيف يقولون لا إكراه في الدين وهم يقتلون عليه ؟
قلنا : المراد بذلك لا إكراه فيما هو دين في الحقيقة ، لان ذلك من أفعال القلوب إذا فعل لوجه وجوبه . وأما ما يكره عليه من اظهار الشهادتين فليس بدين ، كما أن من أكره على كلمة الكفر لم يكن كافرا .
وقوله « قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ » معناه : قد ظهر بكثرة الحجج . والغي ضد الرشد ، وغوى إذا خاب ، قال الشاعر :
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما « 1 » وقوله « رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي » يحتمل أمرين : أحدهما خيبتني . الثاني بما حكمت


( 1 ) . قائله المرقش الأصغر ، وصدره : من يلق خيرا يحمد الناس أمره . العقد الفريد 2 / 176 .

نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست