فصل : قوله « ولا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ » الاية : 188 .
قيل : في اشتقاق « وتدلوا » قولان :
أحدهما : أن التعليق بسبب الحكم ، كتعلق الدلو بالسبب الذي هو الحبل .
والثاني : أنه يمضى فيه من غير تثبت ، كمضي الدلو في الإرسال من غير تثبت والباطل هو ما تعلق بالشيء على خلاف ما هو به خبرا كان أو اعتقادا أو تخيلا أو ظنا .
وقوله « وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ » معناه انكم تعلمون أن ذلك الفريق من المال ليس بحق لكم ، لأنه أشد في الزجر .
فصل : قوله « يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ » الاية : 189 .
اختلف أهل العلم الى كم يسمى هلالا ؟ فقال قوم : يسمى ليلتين هلالا من الشهر ومنهم من قال : يسمى هلالا ثلاث ليال ثم يسمى قمرا . وقال الاصمعي : يسمى هلالا حتى يحجر ، وتحجيره أن يستدير بخطة دقيقة ، ومنهم من قال : يسمى هلالا حتى يبهر ضوءه سواد الليل . وقال الزجاج : يسمى هلالا لليلتين .
وقوله « هِيَ مَواقِيتُ » فالميقات هو مقدار من الزمان جعل علما لما يقدر من العمل فيه .
وروى جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام في قوله « ولَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ » الاية قال : يعني أن يأتي الامر من وجهه أي الأمور كان .
فصل : قوله « والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ » الاية : 191 .
قال الحسن وقتادة ومجاهد والربيع وابن زيد وجميع المفسرين : انها الكفر وأصل الفتنة الاختبار ، فكأنه قال : والكفر الذي يكون عند الاختبار أعظم من القتل في الشهر الحرام .
وروي أن هذه الاية نزلت في سبب رجل من الصحابة قتل رجلا من الكفار