فصل : قوله « أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّه ويَتْلُوه شاهِدٌ مِنْه » الاية : 17 .
اختلفوا في معناه على أقوال :
أحدها : شاهد من اللَّه محمد صلَّى اللَّه عليه وآله روي ذلك عن الحسين بن علي عليهما السّلام وذهب اليه ابن زيد ، واختاره الجبائي .
الثاني : قال ابن عباس ومجاهد وابراهيم والفراء والزجاج : جبرئيل يتلو القرآن على النبي عليه السّلام .
الثالث : شاهد منه لسانه .
الرابع : روي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام أنه علي بن أبي طالب . ورواه الرماني ، وذكره الطبري بإسناده عن جابر بن عبد اللَّه عن علي عليه السّلام .
فصل : قوله « الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ويَبْغُونَها عِوَجاً » الاية : 19 .
فالعوج العدول عن طريق الصواب في الدين عوج بالكسر ، وفي العود عوج بالفتح ، فرقوا بين ما يرى وما لا يرى ، فجعلوا السهل للسهل والصعب للصعب بالفتح والكسر .
فصل : قوله « وما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّه مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ » الاية : 20 .
معناه : أنه كان يثقل عليهم سماع الحق ورؤيته ، كما يقال : فلان لا يستطيع النظر الى فلان .
وحقيقة الاستطاعة القوة التي تنطاع بها الجارحة للفعل ، ولذلك لا يقال في اللَّه : انه مستطيع ، وليس المراد بنفي الاستطاعة في الاية نفي القدرة بل ما ذكرناه لأنه لو لم يكن فيهم قدرة لما حسن تكليفهم .
فصل : قوله « لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ » الاية : 22 .
معناه : لا بد أنهم ، أولا محالة أنهم .