آمن باللَّه ، فحذف المضاف وأقام المضاف اليه مقامه ، واختاره المبرد لقوله « ليس البر أن تولوا » وقال النابغة :
وقد خفت حتى ما يزيد مخافتي على وعل في ذي المطارة عاقل « 1 » يعني : على مخافة وعل .
الثاني : ولكن البار من آمن باللَّه ، فجعل المصدر في موضع اسم الفاعل .
قوله « وفي الرقاب » قيل : فيه قولان ، أحدهما : عتق الرقاب ، والثاني :
المكاتبين . وينبغي أن تحمل الاية على الامرين ، لأنها تحتمل الامرين ، وهو اختيار الجبائي والرماني .
وقوله « ذوي القربى » قيل : أراد به قرابة المعطي ، اختاره الجبائي ، لقوله عليه السلام لما سئل عن أفضل الصدقة ، فقال : جهد المقل على ذي القرابة الكاشح ويحتمل أن يكون أراد به قرابة النبي عليه السّلام ، كما قال « قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى » « 2 » وهو قول أبي جعفر وأبي عبد اللَّه عليهما السّلام .
وقوله « والْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا » عطفا على « من آمن » ويحتمل أن يكون رفعا على المدح ، كقول الشاعر :
الى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم وذا الرأي حين تغم الأمور بذات الصليل وذات اللحم « 3 » وقوله « أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا » معناه : الذين جمعوا العمل بهذه الخصال الموصوفة بأنهم صدقوا في الحقيقة ، لأنهم عملوا بموجب ما أقروا به ، وأولئك هم المتقون .