قول أكثر المفسرين .
والاية تدل على أن المشرك مع اللَّه في التحليل والتحريم على مخالفة أمر اللَّه ، كالمشرك في عبادة اللَّه ، لان استحلال ما حرم اللَّه كفر بالإجماع وكل كافر مشرك .
ولا يلزم على ذلك قبول العامي من العالم ، لان العامي تعبد بالرجوع الى العالم فيقبل منه ما أدى اجتهاده اليه وعلمه ، فإذا قصد العالم وأفتاه بغير ما علمه ، فهو المخطئ دون المستفتي .
وليس كذلك هؤلاء لأنهم ما كانوا تعبدوا بالرجوع الى الأحبار والرجوع والقبول منهم ، لأنهم لو كانوا تعبدوا بذلك لما ذمهم اللَّه على ذلك .
فصل : قوله « ويَأْبَى اللَّه إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَه » الاية : 32 .
الاباء : الامتناع مما طلب من المعنى ، قال الشاعر :
وان أرادوا ظلمنا أبينا أي : منعناهم من الظلم ، وليس الاباء من الكراهة في شيء على ما تقوله المجبرة لأنهم يقولون : فلان يأبى الضيم فيمدحونه ، ولا مدحة في كراهية الضيم ، لتساوي الضعيف والقوي في ذلك ، وانما المدح في المنع منه ، ولذلك مدح عورة بن الورد بأنه أبي الضيم بمعنى أنه ممتنع منه .
فصل : قوله « والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّه » الاية : 34 معناه : الذين يخبئون أموالهم من غير أن يخرجوا زكواتها ، لأنهم لو أخرجوا زكواتها وكنزوا ما بقي لم يكونوا ملومين بلا خلاف ، وهو قول ابن عباس وجابر وابن عمر والحسن والسدي والجبائي وقال : هو اجماع .
وقوله « ولا يُنْفِقُونَها » انما لم يقل ولا ينفقونهما لاحد أمرين :
أحدها - أن يكون الكناية عائدة الى مدلول عليه ، وتقديره : ولا ينفقون الكنوز أو الأموال .