فصل : قوله « فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ » الاية : 32 .
كل شيء من العذاب يقال : أمطرت . ومن الرحمة يقال : مطرت .
فصل : قوله « وما كانَ اللَّه لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ اللَّه مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » الاية : 33 .
انما لم يعاقب اللَّه تعالى الخلق مع كون النبي عليه السّلام بينهم على سلامته مما ينزل بهم ، لأنه تعالى أرسله رحمة للعالمين ، وذلك يقتضي أن لا يعذبهم وهو فيهم .
« وما كانَ اللَّه مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » قيل : في معناه أقوال :
أحدها : أن النبي عليه السّلام لما خرج من مكة بقي فيها بقية من المؤمنين يستغفرون ، وهو قول ابن عباس وعطية وأبي مالك والضحاك واختاره الجبائي .
وقال آخرون : أراد بذلك لا يعذبهم بعذاب الاستئصال في الدنيا وهم يقولون :
يا رب غفرانك .
فصل : قوله « وما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّه وهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ » الاية : 34 .
فان قيل : كيف تجمعون بين الآيتين على قول من لا ينسخ الاولى ؟ فان في الاولى نفى أن يعذبهم وهم يستغفرون ، وفي الثانية أثبت ذلك ؟ .
قلنا : عنه ثلاثة أجوبة :
أحدها : أن يكون أراد وما لهم ألا يعذبهم اللَّه في الاخرة .
والثاني : أن يكون يعني بالأول عذاب الاصطلام « 1 » كما فعل بالأمم الماضية وبالثانية أراد عذاب السيف والأسر وغير ذلك .
ويكون قوله « وما كانَ اللَّه مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » أي : أنهم لا يعذبهم بعذاب دنيا ولا آخرة إذا تابوا واستغفروا .
فصل : قوله « وما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وتَصْدِيَةً » الاية : 35 .