قبول التوبة بمعنى إسقاط العقاب عندها غير واجب عندنا عقلا ، وانما علم ذلك سمعا ، تفضلا من اللَّه تعالى على ما وعد به بالإجماع على ذلك ، وقد بينا في شرح الجمل في الأصول أنه لا دلالة عقلية عليه .
ووصفه نفسه بالرحيم عقيب قوله « التواب » دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل منه ورحمة من جهته .
فصل : قوله « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وماتُوا وهُمْ كُفَّارٌ » الاية : 161 .
الكفر ما يستحق به العقاب الدائم عندنا وعند من خالفنا في دوام عقاب فساق أهل الصلاة ، أنه ما يستحق به العذاب الدائم الكبير « 1 » ، ويتعلق به أحكام مخصوصة وسواء كان الكفر في تشبيه اللَّه بخلقه ، أو في تجريده في أفعاله ، أو الرد على النبي عليه السّلام ، أو ما كان أعظم منه في القبح .
فصل : قوله « وإِلهُكُمْ إِله واحِدٌ » الاية : 163 .
يوصف تعالى بأنه واحد على أربعة أوجه :
أولها : بأنه ليس بذي أبعاض ، ولا يجوز عليه الأقسام .
الثاني : واحد في استحقاق العبادة .
الثالث : واحد لا نظير له ولا شبيه .
الرابع : واحد في الصفات التي يستحقها لنفسه ، والواحد شيء لا ينقسم عددا كان أو غيره ويجري على وجهين على الحكم وعلى جهة الوصف ، فالحكم كقولك الجزء واحد ، والوصف كقولك انسان واحد ودار واحدة .
ومعنى اله أنه تحق له العبادة ، وغلط الرماني فقال : هو المستحق للعبادة ،