واللام في قوله « لقد » لام القسم . والآل خاصة الرجل الذين يؤول أمرهم اليه ولذلك يقال : أهل البلد ، ولا يقال : آل البلد ، لان في الأهل معنى القرب في نسب أو مكان ، وليس كذلك الآل .
فصل : « وقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِه مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها » الاية : 132 .
الاية هي المعجزة الدالة على نبوته ، وهو كل ما يعجز الخلق عن معارضته ومقاومته ، كما لا يمكن مقاومة الشبهة للحجة ، وكما لا يمكن أن يقاوم الجهل للعلم والسراب للماء وان توهم ذلك قبل النظر والاعتبار وبخيل قبل الاستدلال الذي يزول معه الالتباس .
وقد بينا حقيقة السحر فيما مضى ، وقد يسمى السحر ما لا يعرف سببه وان لم يكن محظورا ، كما روي عنه عليه السّلام أنه قال : ان من البيان لسحر ، أو كما قال الشاعر :
وحديثها السحر الحلال لو أنه لم يجز قتل المسلم المسحور وذلك مجاز وتشبيه دون أن يكون ذلك حقيقة .
فصل : قوله « فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ والْجَرادَ والْقُمَّلَ » الاية : 133 .
قال أبو عبيدة : الطوفان من السيل البعاق ومن الموت الذريع .
وقوله « والقمل » اختلفوا في معناه ، فقال ابن عباس في رواية عنه وقتادة ومجاهد انه بنات الجراد هو الدبا صغار الجراد الذي لا أجنحة له . وفي رواية أخرى عن ابن عباس وسعيد أنه السوس الذي يقع في الحنطة . وقال أبو عبيدة : هو الحمنان واحده حمنانة . وقيل : حمنة وهو كبار القردان .
فصل : قوله « ولَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ » الاية : 134 .
قيل : في معناه قولان :
أحدهما : بما تقدم اليك به وعلمك أن تدعوه به ، فانه يجيبك كما أجابك في