تصف السيوف وغيركم يعصى بها يا بن العيون وذاك فعل الصيقل « 1 » وقيل : عصى بالسيف إذا أخذه أخذ العصى ، ويقال لمن استقر بعد تنقل : ألقى عصاه ، قال الشاعر :
فألقت عصاها واستقرت لها النوى كما قر عينا بالإياب المسافر « 2 » واليد معروفة ، وهي الجارحة المخصوصة ، واليد النعمة لأنها بمنزلة ما أسديت « 3 » بالجارحة ، فقد يكون اليد بمعنى تحقيق الاضافة في الفعل ، لأنه بمنزلة ما عمل باليد التي هي جارحة .
وقوله « فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ » معنى « إذا » هاهنا المفاجأة ، وهي بخلاف « إذا » التي للجزاء . والبياض ضد السواد ، فكان موسى عليه السّلام أسمر شديد السمرة . وقيل أخرج يده من جبته فإذا هي بيضاء من غير سوء ، يعني برصاء ثم أعادها الى كمه فعادت الى لونها الاول ، في قول ابن عباس ومجاهد والسدي .
وقال أبو علي : كان فيها من النور والشعاع ما لم يشاهد مثله في يد أحد والناظر هو الطالب لرؤية الشيء يبصره ، لان النظر هو تطلب الإدراك للمعنى بحاسة من الحواس ، أو وجه من الوجوه .
تم التعليق من الجزء الرابع من كتاب التبيان ، وكتب معلقة وجامعه محمد ابن إدريس ، تاريخ ذي القعدة سنة اثنين وثمانين وخمسمائة حامدا مصليا .