responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 305


يعطي غير العامل مثل ثواب العامل ، كما يقبح أن يعطي الأطفال مثل ثواب الأنبياء ومثل إجلالهم وإكرامهم .
وانما لم يتوعد على السيئة الا مثلها ، لان الزائد على ذلك ظلم ، واللَّه يتعالى عن ذلك ، وزيادة الثواب على الجزاء تفضل واحسان ، فجاز أن يزيد عليه .
قال الرماني : ولا يجوز على قياس عشر أمثالها عشر صالحات بالاضافة ، لان المعنى ظاهر في أن المراد عشر حسنات أمثالها . وقال غيره : ان الصالحات لا تعد لأنها أسماء مشتقة ، وانما تعد الأسماء والمثل اسم ، فلذلك جاز العدد به .
فان قيل : كيف تجمعون بين قوله « فَلَه عَشْرُ أَمْثالِها » وبين « مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ » « 1 » وقوله « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَه لَه أَضْعافاً كَثِيرَةً » « 2 » ولان المجازاة بدخول الجنة مثابا فيها على وجه التأبيد لا نهاية له ، فكيف يكون ذلك عشر أمثالها وهل هذا الا ظاهر التناقض ؟
قلنا : الجواب عن ذلك ما ذكره الزجاج وغيره أن المعنى في ذلك أن جزاء اللَّه على الحسنات على التضعيف للمثل الواحد الذي هو النهاية في التقدير في النفوس ، ويضاعف اللَّه عن ذلك بما بين عشرة أضعاف الى سبعمائة ضعف الى أضعاف كثيرة ، ففائدة ذلك أنه لا ينقص من الحسنة عن عشر أمثالها وفيما زاد على ذلك يزيد من يشاء من فضله وإحسانه .
وقال آخرون : المعنى في ذلك أن الحسنة لها مقدار من الثواب معلوم للَّه تعالى فأخبر اللَّه تعالى أنه لا يقتصر بعباده على ذلك ، بل يضاعف لهم الثواب حتى يبلغ بذلك ما أراد وعلم أنه أصلح لهم ولم يرد العشرة بعينها ، لكن أراد الاضعاف ، كما يقول


( 1 ) . سورة البقرة : 261 . ( 2 ) . سورة البقرة : 245 .

نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست