والسحت : الرشوة في الحكم ، في قول الحسن .
فصل : قوله « لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ » الاية : 63 .
معنى « لولا » هاهنا هلا .
فان قيل : كيف تدخل « لولا » على الماضي وهي للتحضيض ؟ وفي التحضيض معنى الامر ؟
قيل : لأنها يدخل للتحضيض والتوبيخ ، فإذا كانت مع الماضي فهي توبيخ كقوله تعالى « لَوْ لا جاؤُ عَلَيْه بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ » « 1 » و « لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوه ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً » « 2 » .
والرباني العالم بالدين الذي من قبل الرب ، وهو منسوب الى الرب على وجه تغيير الاسم ، كما قالوا روحاني في النسبة الى الروح ، وبحراني في النسبة الى البحر . وقال الحسن : الربانيون علماء أهل الإنجيل ، والأحبار علماء أهل التوراة .
فصل : قوله « وقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّه مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداه مَبْسُوطَتانِ » الاية : 64 .
قيل : في معنى « * ( مَغْلُولَةٌ ) * » قولان ، أحدهما : قال ابن عباس وقتادة والضحاك ان المراد بذلك أنها مقبوضة من العطاء على وجه الصفة له بالبخل ، كما قال تعالى « ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ » « 3 » وانما قالوا ذلك لما نزل قوله « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّه قَرْضاً حَسَناً » « 4 » قالوا : ان رب محمد فقير يستقرض منا ، فأنزل اللَّه هذه الاية .