فصل : قوله « لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّه هُوَ الْمَسِيحُ » الاية : 17 .
وجه الاحتجاج بذلك أنه لو كان المسيح إلها لقدر على دفع أمر اللَّه إذا أتى بإهلاكه وإهلاك غيره ، وليس بقادر عليه ، لاستحالة القدرة على مغالبة القديم تعالى ، إذ ذلك من صفات المحتاج الذليل .
وقوله « ولِلَّه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُما ) * » انما لم يقل وما بينهن مع ذكر السماوات على الجمع ، لأنه أراد به النوعين أو الصفتين « 1 » .
فصل : قوله « وقالَتِ الْيَهُودُ والنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّه وأَحِبَّاؤُه » الاية : 18 .
قوله « يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ ويُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ » قال السدي : يغفر لمن يشاء بمعنى يهدي من يشاء في الدنيا فيغفر له ، ويميت من يشاء على كفره فيعذبه .
وقوله « ولِلَّه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ » قال أبو علي : ذلك بأنه يملك السماوات والأرض وما بينهما ، على أنه لا ولد له ، لان المالك لذلك لا شبه له ، وأن المالك لا يملك ولده بخلقه له .
وقوله « اليه المصير » معناه أنه يؤول اليه أمر العباد في أنه لا يملك ضرهم ولا نفعهم غيره عز وجل ، لأنه يبطل تمليكه لغيره ذلك اليوم كما ملكهم في دار الدنيا ، كما يقال : صار « 2 » أمرنا الى القاضي لا على معنى قرب المكان ، وانما يراد بذلك أنه المتصرف فينا والامر لنا دون غيره .
فصل : قوله « واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ » الاية : 27 .
قيل : في علامة القبول قولان ، قال مجاهد : كانت النار تأكل المردود . وقال غيره : بل كانت العلامة في ذلك نارا تأتي فتأكل المتقبل ولا تأكل المردود . وقال قوم : في الاية دلالة على أن طاعة الفاسق غير متقبلة ، لكنها تسقط عقاب تركها .