responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 206


وقال قوم : جوارح الطير والسباع سواء في ذلك ، ما أكل منه وما لا يؤكل وروي ذلك عن علي عليه السّلام والشعبي وعكرمة وابن جريح .
ومن شرط استباحة ما يقتله الكلب أن يكون صاحبه سمى عند إرساله ، فإن لم يسم لم يجز له أكله الا إذا أدرك ذكاته . وحده أن يجده يتحرك عينه أو أذنيه أو ذنبه ، فيذكيه حينئذ بفري الحلقوم والأوداج .
واختلفوا في « من » في قوله « مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ » فقال قوم : هي زائدة ، لان جميع ما يمسكه فهو مباح ، وتقديره : فكلوا مما أمسكن عليكم ، وجرى ذلك مجرى قوله « ويُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ » « 1 » .
وأنكر قوم ذلك وقالوا : « من » للتبعيض ، ومعنى قوله « ويُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ » ما يشاؤه ويريده ، فليست « من » هاهنا للتبعيض أيضا .
والأقوى أن تكون في الاية للتبعيض ، لان ما يمسكه الكلب من الصيد لا يجوز أكل جميعه ، لان في جملته ما هو حرام من الدم والفرث والغدد ، وغير ذلك مما لا يحل أكله ، فإذا قال « فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ » أفاد ذلك بعض ما أمسكن ، وهو الذي أباح اللَّه أكله من اللحم وغيره .
ومتى غاب الكلب والصيد عن العين ثم رآه ميتا لا يجوز أن يأكله ، لأنه يجوز أن يكون مات من غير قتل الصيد ، وفي الحديث : كل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت فمعنى أصميت أن يصطاد بكلب أو غيره فمات وأنت تراه مات بصيدك .
وأهل الصميان السرعة والخفة . ومعناه ها هنا ما أسرع فيه الموت وأنت تراه ، ومعنى ما أنميت ما غاب عنك فلا تدري مات بصيدك أو بعارض آخر ، يقال نمت الرمية إذا مضت والسهم فيها وأنميت الرمية إذا رميتها فمضت والسهم فيها


( 1 ) . سورة البقرة : 271 .

نام کتاب : المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست