وتعدم المحترقة على ظاهر القرآن من أنها غيرها ، لأنها ليست بعض الإنسان .
قال قوم : هذا لا يجوز لأنه يكون عذب من لا يستحق العذاب .
قال الرماني : لا يؤدي الى ذلك ، لان ما يزاد لا يألم ولا هو بعض لما يألم ، وانما هو شيء يصل به الا لم الى المستحق له .
وقال الجبائي : لا يجوز أن يكون المراد أن يزاد جلدا على جلده كلما نضجت لأنه لو كان كذلك لوجب أن يملا جسد كل واحد من الكفار جهنم إذا أدام اللَّه العقاب لأنه كلما نضجت تلك الجلود زاد اللَّه جلدا آخر ، فلا بد أن ينتهي الى ذلك .
والجواب الثاني اختاره البلخي والجبائي والزجاج ان اللَّه تعالى يجددها ، بأن يردها الى الحالة التي كانت عليها غير محترقة ، كما يقال جئتني بغير ذلك الوجه .
وكذلك إذا جعل قميصه قباء ، جاز أن يقال جاء بغير ذلك اللباس ، أو غير خاتمه فصاغه خاتما آخر جاز أن يقال هذا غير ذلك الخاتم ، وهذا هو المعتمد عليه .
فصل : قوله « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ » الاية : 59 .
قوله « أُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ » للمفسرين فيه تأويلات :
أحدها : قال أبو هريرة وفي رواية عن ابن عباس وميمون بن مهران والسدي والجبائي والبلخي والطبري : انهم الامراء .
والثاني : قال جابر بن عبد اللَّه وفي رواية أخرى عن ابن عباس ومجاهد والحسن وعطاء وأبي العالية : انهم العلماء .
وروى أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد اللَّه عليهما السّلام أنهم الائمة من آل محمد عليهم السلام ، ولذلك أوجب اللَّه طاعتهم بالإطلاق ، كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك ، ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقا الا من كان معصوما مأمونا منه السهو والغلط ، وليس ذلك بحاصل في الامراء ولا العلماء ، وانما هو واجب