به يا أهل الكتاب المحرف عن جهته .
والاخر : الاحتجاج عليهم بالكتاب لإقرارهم به كأنه قيل يا من يقر بأنه من أهل كتاب اللَّه لم تكفر بآيات اللَّه .
فصل : قوله « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقاتِه ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ » الاية : 102 .
معناه : لا تتركوا الإسلام وانما قال « فلا تموتن » بلفظ النهي عن الموت من حيث أن الموت لا بد منه ، فكأنه قال : كونوا على الإسلام ، فإذا ورد عليكم الموت صادفكم على الإسلام ، فالنهي في الحقيقة عن ترك الإسلام ، لئلا يهلكوا بالاقتطاع عن التمكين منه بالموت ، الا أنه وضع كلاما موضع كلام على جهة تصرف الابدال ، لحسن الاستعارة وزوال اللبس ، لأنه لما كان يمكنهم أن يفارقوه بالإسلام فترك الإسلام صار بمنزلة ما قد دخل في إمكانهم .
فصل : قوله « واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِه إِخْواناً » الاية : 103 .
فان قالوا : إذا كان اللَّه هو الذي ألف بين قلوبهم وأنقذهم من النار فقد صح أن أفعال الخلق فعل له وخلق من خلقه .
قيل : لا يجب ذلك ، لأنا نقول : ان النبي عليه السّلام ألف بين قلوب العرب ، فأنقذهم من النار ، ولا يجب من ذلك أن تكون أفعالهم للنبي عليه السّلام ولا مشاركا لهم .
فصل : قوله « مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » الاية : 104 .
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بلا خلاف ، وأكثر المتكلمين يذهبون الى أنه من فروض الكافيات ، ومنهم من قال : انه من فروض الأعيان