responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 246


لا تقتصروا على أن تقولوا ( الله يشهد بأنا صادقون ) فيما ادعيناه ( كما يقوله العاجر عن إقامة البينة ) والأمر حينئذ لبيان انقطاعهم بالكلية ، وأنه لم يبق لهم متشبث سوى الاستشهاد به تعالى ( قوله أو ادعوا ) هذا هو الوجه السادس والأرجح الذي يشهد له قوله تعالى - قل لئن اجتمعت الإنس والجن - الآية : أي ادعوا كل من يحضركم إلا الله لأنه القادر عليه ، والأمر فيه لتعجيزهم وإرشادهم إلى ما يستيقنون به معجزتهم بلا ريبة ، ومن في هذين الوجهين ابتدائية أيضا ( قوله تريك القذى ) آخره * إذا ذاقها من ذاقها يتمطق * يصف الزجاجة بغاية الصفاء وأنها تريك القذى قدامها ، والحال أنها قدام القذى ، والضمير في ذاقها لها باعتبار باقيها على قياس قولك شربت كأسا ، يقال ذاق فتمطق : أي صم شفتيه وألصق لسانه بالحنك الأعلى مع صوت ، والمداره جمع مدره وهو لسان القوم والمتكلم عنهم ، واصله مدرأ ، لأنه لفصاحته يدرأ الخصم ، والمشاهد مواضع الحضور جمع مشهد ، وناقلته الحديث إذا حدثته وحدثك ، وناقل الشاعر الشاعر . إذا ناقضه ، والأنفة الاستنكاف . انخزل الشئ انقطع . وقوله وهو بينكم وبين أعناق رواحلكم مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام من حديث طويل " والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته " وهو مثل في القرب ( قوله لما أرشدهم إلى الجهة ) أي إلى الطريقة ( التي منها يتعرفون ) أي يتطلبون المعرفة حتى يصلوا إليها ( قوله وما جاء به ) عطف على النبي من قبيل أعجبني زيد وكرمه : أي يتعرفون أمر ما جاء به ( قوله وامتياز حقه من باطله ) أي امتياز كونه حقا من كونه باطلا . وقيل المراد بباطله الباطل الذي ينسبه إليه الكفرة من كونه شاعرا أو ساحرا أو مجنونا ، فلا يرد أن أمره فيما جاء به حق كله . فلا معنى لباطله :
والصحيح أن قوله قال لهم الخ ، بيان لمآل المعنى وتنبيه على أن فاتقوا النار كما سيصرح به كناية عن التصديق وترك العناد ، وقد يتوهم أن مراده أن الله سبحانه رتب على ذلك الإرشاد تكميلا له شرطيتين : إحداهما محذوفة الجزاء ، والأخرى محذوفة الشرط . فقوله فإذا لم تعارضوه إلى قوله معجوز عنه إشارة إلى معنى قوله فإن لم تفعلوا ، وقوله فقد صرح الحق عن محضه : أي انكشف عن خالصه جواب لهذا الشرط محذوف ، وقوله فآمنوا وخافوا إشارة إلى معنى قوله فاتقوا ، وهو جزاء لشرط مقدر : أي وإذا صرح عن محضه فآمنوا ، وقد أظهر معنى هذا المقدر حيث قال : وإذا صح عندهم صدقه ثم لزموا العناد استوجبوا العقاب بالنار ، وليس بشئ لأن فاتقوا جواب ، فإن لم تفعلوا كما دل عليه قوله فيما بعد ما معنى اشتراطه في اتقاء النار انتفاء إتيانهم بسورة من مثله ، وفى قوله فإذا

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست