responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 240


المسورة لا سورة تشبيها لها بحائطها كما ذكره . وأجيب بأن السورة أطلقت على ذي السورة كما أطلق الحائط على المحوط ، ثم نقل عنه إلى الطائفة المذكورة من القرآن ، فههنا نقل مترتب على مجاز ، وفى الوجه الثاني نقل فقط ، وقد يقال في الأول أيضا نقل من المعنى الحقيقي الذي هو الحائط ، إلا أنه لوحظ فيه : أولا التشبيه في المحاط ، فنزل الآيات والجمل التي هي من أجزاء السورة منزلة المحلات والبيوت في البلد ، ولولا هذا التنزيل لم يصح هذا التشبيه . وفى الثاني لوحظ التشبيه أولا في المحيط وهو ظاهر . ورد بأنه مخالف لما في تقرير الكتاب لأن المعتبر فيه كون السورة محاطة : أي محدودة محوزة لا كونها محيطة بأجزائها ، بل ما ذكرتم هو بعينه الوجه الثاني ، إلا أنه أبدل فيه فنون العلم وأجناس الفوائد بالآيات والجمل ( وحراب ) في النسخ المعول عليها بالراء المهملة وفى بعضها بالزاي ( وقد ) بالدال المهملة وقد تظن بالمعجمة وهما رجلان من بنى أسد ( ليس غرابها بمطار ) أي هي مجد كامل ثابت ، يقال أرض لا يطير غرابها : أي مخصبة كثيرة الثمار . وقيل كناية عن رفعة الشأن : أي لا يصل إليها الغراب حتى يطار : أي لا غراب هناك ولا إطارة ، أولا تصل الإشارة إلى غرابها حتى يطار مع أنه يطير بأدنى ريبة .
ثم إن الرتبة إن جعلت حسية فلأن السور كمنازل يترقى فيها القارئ ، ويقف عند بعضها أو لأنها في أنفسها منازل منفصل بعضها من بعض متفاوتة في الطول والقصر والتوسط ، وإن جعلت معنوية فلتفاوت رفعة شأنها وجلالة محلها في الدين كل واحدة منها رتبة من تلك الرتب ( قوله وإن جعلت واوها منقلبة عن الهمزة ) فيه ضعف من حيث اللفظ ، إذ لم تستعمل مهموزة في السبعة ولا في الشاذة المنقولة في كتاب مشهور ، وإن أشعر به كلام الأزهري حيث قال : وأكثر القراء على ترك الهمزة في لفظ السورة ، ومن حيث المعنى أيضا لأنها اسم ينبئ عن قلة وحقارة .
وأيضا استعماله فيما فضل بعد ذهاب الأكثر ، ولا ذهاب ههنا إلا تقديرا باعتبار النظر إليها نفسها ، قيل فهذه ستة أوجه فتأمل ( قوله واشتمل ) أي الجنس على أصناف مندرجة تحت أنواعه المنطوية فيه ( قوله بيانا واحدا ) أي شيئا واحدا بلا فصل وتمييز ، وفى حديث عمر رضي الله عنه " لئن عشت إلى قابل لألحقن آخر الناس بأولهم حتى يكونوا بيانا واحدا " وكأن هذه الكلمة يمانية على وزن فعلان أو فعال ، والضميران في كان ومنه راجعان إلى حال القارئ : أي كان حاله على هذا وهو الختم ، ثم الأخذ أكثر تنشيطا له منه : أي من حاله لو استمر .

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست