نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 238
( وأنتم من أهل العلم والمعرفة ) ثم قال ( أي أنتم العرافون ) ( قوله ويجوز أن يقدر ) أي يجوز أن يحمل على حذف المفعول لوجود القرينة المقالية أو الحالية فيكون حينئذ مقدرا لا متروكا ، ولمالم يكن تقديره على الوجه الثالث ظاهرا استشهد له بقوله ( هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ ) ( قوله لما احتج ) جوابه عطف أي أثبت الوحدانية وأبطل الشرك ( وعلم الطريق إلى إثبات ذلك ) وهو النظر فيما يدل عليه من الأنفس والآفاق : أعني خلقهم وخلق الأرض والسماء وما بينهما ( وعرفهم أن الإشراك مكابرة ) ودفع لمقتضى العقل والمعرفة بقوله وأنتم تعلمون على الوجه الأول وعلى سائر الوجوه أيضا ، يقال كابر عقله : أي غالبه بالكبر وخالف مقتضاه عناد ( قوله وغطى ) أي ألقى الغطاء عليه وأصله غطاه ، والعائد إلى الموصول محذوف : أي ما أنعم به عليه أو مستتر بحذف الجار واتصال الفعل ، وقد سلك المصنف في تقرير بيان النبوة ما سلكه من التفصيل في تقرير بيان الوحدانية فما هو الحجة في إثبات نبوته عليه الصلاة والسلام هو القرآن ( وما يدحض الشبهة ) فيه عجزهم عن الإتيان بما يوازى أقصر سورة منه ( وأراهم كيفية التعرف ) إظهارا لطريق النظر في كون القرآن معجزا نازلا من عند الله ، وقوله ( بإرشادهم ) متعلق بأراهم ، و ( قوله يحزروا ) أي يقدروا من حزره قدره ( قوله ويذوقوا ) أي يجربوا من ذاقه جربه ( قوله وأهل جلدته ) أي كلهم من جلدة واحدة : أي هم قوم واحد ( وهو من محازه ) جمع محز من الحز بمعنى القطع ، فاللفظ أو المعنى إذا ورد في موضعه اللائق به يشبه بالسيف المستعمل في المفصل . ويقال أصاب المحز : أي هذا المقام من المواضع التي تناسب اعتبار التدريج في النزول ، واستعمال لفظ التنزيل لمكان التحدي ، وذلك أنهم كانوا يطعنون في القرآن ويرتابون فيه من حيث أنه كان مدرجا على قانون الخطابة والشعر ويقولون : لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، فقيل لهم : إن ارتبتم في هذا الذي نزل تدريجا فهاتوا أنتم بنجم من نجومه وسورة من سوره فإنه أيسر عليكم من أن تنزل الجملة دفعة واحدة ، ويتحدى بمجموعه فقد جعل ما اتخذوه ريبة فادحة وسيلة إلى كونه حقا لا يحوم حول حماه شك تقوية للتحدى ودفعا لما في صدورهم من الشبهة
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 238