نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 175
من جانب واحد تكلف بارد ( قوله على لفظ ما لم يسم فاعله ) فينصب أنفسهم حينئذ على نزع الخافض ، يقال خدعت زيدا نفسه : أي عن نفسه على طريقة - واختار موسى قومه - أو على التمييز إن جوز كونه معرفة ( قوله ثم قيل للقلب ) بمعنى العضو الصنوبري ( نفس لأن النفس ) أي الذات ( به ) أي قوامها بذلك العضو ( ألا ترى إلى قولهم المرء بأصغريه ) أي بقلبه ولسانه ( وكذلك ) أي قيل النفس للقلب ( بمعنى الروح ) إذ جاء النفس بهذا المعنى أيضا ، والمتبادر من كلامه أن لفظ النفس حقيقة في الذات مجاز فيما عداه ، وذلك ظاهرا في العدم والماء والرأي الذي سيذكره . ومعنى ( عين الرجل ) أصابته العين ( وصدر الرجل ) أصيب صدره ( وقولهم ) مبتدأ خبره ( كأنهم أرادوا ) والعائد محذوف أي أرادوا به ( وإذا تردد ) ظرف لقولهم ( والهاجس ) ما يخطر في النفس ويدور من هجس إذا خطر ، وإطلاق النفس على الرأي والداعي من قبيل تسمية المسبب باسم السبب أو استعارة مبنية على المشابهة . والثاني أنسب بهذا المقام وأظهر بحسب المعنى ( قوله والمراد بالأنفس ههنا ذواتهم ) وحينئذ يتعين أن يراد بحصر خداعهم في ذواتهم قصر ضرره عليهم كما ذكره في الجواب الأول عن السؤال عن المراد بقوله وما " يخادعون إلا أنفسهم " ( قوله ويجوز أن يراد قلوبهم ودواعيهم وآراؤهم ) ذكر القلوب تمهيدا لذكر الدواعي والآراء لا أنه وجه آخر ، وإذا أريد بالأنفس الدواعي تعين الجوابان الأخيران وكان اعتبار المشابهة أولا كما لا يخفى ، فبيان أن المراد بالأنفس أحد هذين المعنيين تتمة للأجوبة الثلاثة ( قوله كالذي لا حس له ) ففي " لا يشعرون " إشعار بانحطاطهم عن مرتبة البهائم حيث لا يدركون أجل المعلومات فيكون أبلغ وأليق بالمقام من لا يعلمون . وأشار بقوله والمعنى أن لحوق ضرر ذلك بهم كالمحسوس إلى المعنى الأول من معاني خداعهم لأنفسهم فتدبر ( قوله واستعمال المرض ) أي المرض في اللغة قد يستعمل في القلب على سبيل الحقيقة بأن يراد به الألم وكونه مرضا حقيقة
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 175