responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 97


ينوم عقولنا تنويما » . ولبلوغ هذه الغاية يكرر القرآن المعنى بأسلوب آخر ، مع زيادة الوعد أو الوعيد ، وما إليهما ، حسبما تستدعيه الحكمة .
الشفاعة :
لا بد للشفاعة من أطراف ثلاثة : مشفوع لديه ، ومشفوع له ، وشفيع هو واسطة بين الاثنين يتوسل لدى الأول أن يعين الثاني ، سواء أأذن المشفوع لديه بالشفاعة ، أو لم يأذن بها . . هذا في الشفاعة لدى المخلوق ، أما الشفاعة لدى الخالق تعالى فان معناها العفو والغفران للمذنب ، ولن تكون الشفاعة عند اللَّه إلا بإذن من اللَّه .
وقال صاحب مجمع البيان : « الشفاعة عندنا مختصة بدفع الضار ، وإسقاط العقاب عن مذنبي المؤمنين » .
وأنكر المعتزلة والخوارج شفاعة محمد ( ص ) في أهل الكبائر من أمته بهذا المعنى الذي نقلناه عن صاحب مجمع البيان . . وأثبتها الإمامية والأشاعرة .
والعقل لا يحكم بالشفاعة من حيث الوقوع ، لا سلبا ، ولا إيجابا ، أما من حيث الإمكان فان العقل لا يرى أي محذور من وجود الشفاعة ، وعليه يتوقف وقوعها وثبوتها على صحة النقل عن اللَّه ورسوله ، فمن ثبت لديه هذا النقل وجب عليه أن يؤمن بالشفاعة ، وإلا فهو معذور . . وبهذا يتبين معنا ان الشفاعة ليست أصلا من أصول الدين ، وان من أنكرها مؤمنا باللَّه ورسوله واليوم الآخر فهو مسلم بلا ريب .
وإذا رجعنا إلى الآيات القرآنية وجدنا ان منها ما ينفي الشفاعة بوجه عام ، كقوله تعالى : في الآية 254 من سورة البقرة : « أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلَّةٌ ولا شَفاعَةٌ » . . والنكرة في سياق النفي تفيد العموم ، ومنها ما أثبتت الشفاعة بشرط ، كقوله تعالى : « لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ ويَرْضى - النجم 26 » .
وإذا عطفنا هذه الآية على الآية السابقة ، وجمعناهما في كلام واحد تكون النتيجة هكذا : ان اللَّه يقبل الشفاعة من الشفيع بعد أن يأذن هو بها . . وليس

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست