responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 45


الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ - الانعام 59 » . وبهذا يتبين ان الايمان بالغيب جزء من الإسلام ، وان من لا يؤمن به فليس بمسلم . . وأيضا يتبين ان ما لا يمكن استكشافه بالمشاهدة والتجربة ، أو بالعقل ، ولم تنزل به آية من كتاب اللَّه ، أو تأتي به رواية عن رسول اللَّه فهو أسطورة وخرافة ، كأكثر ما يرويه الرواة من الإسرائيليات ، وما إليها .
الدين والعلم :
والغريب ان الطبيعيين يؤمنون بالغيب ، لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما بأن الكون وجد صدفة . . وليس من شك ان الايمان بالصدفة ايمان بالغيب ، لأن الطبيعيين لم يشاهدوها بالعيان ، إذ المفروض انهم وجدوا بعد الكون ، وأيضا لم يدركوها بالعقل ، لأن العقل يبطل الصدفة ، أو لا تقع تحت اختباره اثباتا ولا نفيا - على الأقل - .
والأغرب انهم يسمحون لأنفسهم أن يفترضوا وجود مادة لطيفة يطلقون عليها اسم الأثير ، ومنها وجد الكون بزعمهم ، بل يؤمنون بذلك ايمانا لا يشوبه ريب ، ثم يحرمون على غيرهم أن يفترض ويؤمن بوجود قوة حكيمة مدبرة وراء هذا الكون . . مع العلم بأن هذا الافتراض أقرب إلى العقل والقلب من افتراض وجود مادة عمياء صماء .
وعلى أية حال ، فان الغيب يدل اسمه عليه ، يدرك بالوحي فقط ، لا بالتجربة ولا بالعقل . . أجل شرطه الوحيد أن لا يتنافى مع العقل ، لا أن يستقل العقل بادراكه . . وعلى هذا فلا يبقى مجال لأية محاولة تهدف إلى اخضاع الوحي ونصوصه للعلم التجريبي . . ان مهمة هذا العلم تنحصر في محاولة الإنسان لفهم الطبيعة ، والسيطرة عليها ، ويجيب عن هذه الأسئلة : ما هي القوى التي تتألف منها طبائع الأشياء من جماد ونبات وحيوان ؟ وكيف نصمم طائرة تزيد سرعتها على سرعة الصوت ؟ ولا يدرك العلم التجريبي من أوجد الطبيعة ونظامها .
أما الدين فإنه يعرفنا بأسباب الوجود ويعطينا المفاتيح الرئيسية لمعرفة خالق الكون ويقودنا إلى ما ينبغي عمله في هذه الحياة ، لنحقق أهدافنا الروحية والمادية . ان

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست