responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 397


الخارجة عن القدرة ، تماما كالتصورات الذهنية ، وانما يتعلق الإكراه بالأقوال والأفعال التي يمكن صدورها عن إرادة القائل والفاعل . . إذن ، ما هو الوجه المسوغ للنهي عن الإكراه على الدين ؟ .
الجواب : ان قوله تعالى : ( لا إِكْراهً فِي الدِّينِ ) . جاء بصيغة الاخبار فان كان هو المراد فلا يتجه السؤال من الأساس ، حيث يكون المعنى ان الدين هو الاعتقاد ، وهو أمر يرجع إلى الاقتناع الذي لا إكراه عليه . . وان كان المراد به الإنشاء والنهي عن الإكراه في الدين يكون المعنى أيها المسلمون لا تكرهوا أحدا على قول : لا إله إلا اللَّه ، محمد رسول اللَّه بعد أن قامت الدلائل والبينات على التوحيد والنبوة .
ولكن يتولد من هذا الجواب سؤال جديد ، وهو ان هذا لا يجتمع مع قول الرسول الأعظم ( ص ) : « أمرت ان أقاتل الناس ، حتى يقولوا : لا إله إلا اللَّه ، فان قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم » .
وجوابه : ان الإسلام أجاز القتال لأسباب : منها الدفاع عن النفس ، قال تعالى : « وقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ولا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهً لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ - البقرة 190 » . ومنها البغي قال تعالى : « فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ - الحجرات - 9 » . ومنها اظهار الإسلام ، ولو باللسان من المعاندين له وللمسلمين ، لمصلحة تعود على الجميع ، لا على المسلمين وحدهم ، وهذه المصلحة يقدرها المعصوم ، أو نائبه ، ولا يجوز لأي مسلم كائنا من كان أن يقاتل من أجل النطق بكلمة الإسلام ، أو انتشارها إلا بأمر المعصوم ، أو من ينوب عنه ، وهو الحاكم المجتهد العادل ، وعلى هذه الصورة وحدها يحمل حديث : « أمرت أن أقاتل الناس » . أي اني أقاتلهم حين أرى أنا أو من يقوم مقامي ان مصلحة الانسانية تحتم القتال من أجل كلمة لا إله إلا اللَّه ، وفيما عدا ذلك لا يجوز لأحد كائنا من كان ان يكره أحدا على قول لا إله إلا اللَّه . . وتجمل الإشارة إلى ان القتال دفاعا عن النفس ، أو عن الدين والحق لا يتوقف على إذن الحاكم ولا غيره . وتقدم الكلام عن ذلك في تفسير الآية 193 ، فقرة الإسلام حرب على الظلم والفساد .
( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) . لقد بين اللَّه سبحانه الحق بأوضح بيان ،

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست