responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 38


واحدة ، بعد هذا أشار بذكر هذه الحروف ( ألم ) ونحوها إلى ان هذا الكتاب المعجز مؤلف من جنس هذه الحروف التي هي في متناول الأطفال والجهال . .
فعجزكم - إذن - دليل قاطع على ان هناك سرا ولا تفسير لهذا السر الا ان هذا القرآن من وحي السماء ، لا من صنع الأرض .
« ذلِكَ الْكِتابُ » الآية 2 :
ذلك اسم إشارة ، ومحله الرفع بالابتداء ، والكاف للتعظيم ، لا للبعد ، كقولك : أنا ذلك الرجل . . والمراد بالكتاب القرآن . وبنفي الريب عنه انه كتاب حق وصدق . . وعجزهم عن صياغة مثله يستدعي ان لا يرتابوا فيه إطلاقا لو كانوا طلاب حقيقة .
القرآن والعلم الحديث :
قوله تعالى : « هُدىً لِلْمُتَّقِينَ » فيه دلالة واضحة على ان القرآن لا يلتمس فيه علم التاريخ ، ولا الفلسفة ، ولا العلوم الطبيعية والرياضية ، وما إليها ، وانما يلتمس فيه هداية الإنسان ، وإرشاده إلى صلاحه وسعادته في الدارين . . وبكلمة ان القرآن كتاب دين وأخلاق وعقيدة وشريعة .
وتسأل : وما ذا أنت صانع بالآيات الكونية : « والشمس تجري لمستقر » .
والقمر قدرناه منازل . . وما إلى ذلك من عشرات الآيات ؟ .
الجواب : لم يكن الغرض من هذه الآيات ان يبين اللَّه لنا ما في الطبيعة من حقائق علمية ، كلا ، فان ذلك موكول إلى عقل الإنسان وتجاربه ، وانما الهدف الأول من ذكرها أن نسترشد بالكون ونظامه إلى وجود اللَّه سبحانه ، وانه لا شيء من هذه الكائنات وجد صدفة ، ومن غير قصد كما يزعم الماديون ، بل وجد بإرادة عليمة حكيمة ، وقد بين اللَّه ذلك صراحة في قوله تعالى : « سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ - 53 حم السجدة » . أي سنكشف للكافرين باللَّه عن تدبير الكون وأحكامه ما يعلمون معه انهم على ضلال . .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست