responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 167


تنبيه :
أول نداء جاء في سورة البقرة للناس أجمعين ، وأريد به الدعوة إلى الإسلام وعبادة اللَّه ، هو قوله تعالى في الآية 21 : « يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ » . والنداء الثاني كان لبني إسرائيل الطائفة الكبيرة التي تفرعت عنها الطائفة النصرانية ، وجاء النداء الثاني تذكيرا برفع النقم عن بني إسرائيل ، واغداق النعم عليهم ، وهو قوله تعالى في الآية 39 : « يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ » . والنداء الثالث جاء لأمة محمد ( ع ) في هذه الآية :
« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا » . وهي تعلَّم المسلمين آداب الشريعة بعد ان أسلموا وآمنوا باللَّه ، وهذا الترتيب بين النداءات الثلاثة ترتيب طبيعي يستدعيه الواقع والاتساق من دعوة الناس أولا كل الناس إلى الايمان باللَّه ، ثم تذكير من آمن قبل البعثة بفضل اللَّه ، ثم تعليم من آمن بعدها آداب اللَّه ، وهذا ضرب من بلاغة القرآن في الابتداء بالمرحلة الأولى ، ثم الانتقال إلى ما بعدها من غير فاصل . .
( ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ولَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) . ليس غريبا ولا عجيبا ان يكره المشركون واليهود والنصارى ، ومعهم المنافقون - أن يكرهوا جميعا نزول القرآن على محمد ، وأن يخصه اللَّه والذين معه بالفضل والهداية ، والصلاح والإصلاح ، وانما العجيب ان لا يكرهوا ذلك .
( واللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ) . قال أمير المؤمنين ( ع ) : المراد بالرحمة هنا النبوة .
الحسد والحاسد :
الحسد بما هو من لواحق طبيعة الإنسان الا من عصم اللَّه ، لا يختص بالمشركين ، ولا باليهود والنصارى ، بل يشمل كثيرا من المسلمين ، بل ومن علماء الدين ، بل وبعض من يتصدى لمنصب المرجعية الدينية الأعلى ، مع العلم بأن هذا المنصب أقرب المناصب كلها إلى منصب المعصوم . . وقد قال اللَّه والأنبياء والأئمة والحكماء

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست