( قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ) . الباء في هذا المورد تدخل على الأفضل ، تقول : لا تبدل النحاس بالذهب ، ولا يجوز أن تقول :
لا تبدل الذهب بالنحاس ، والدليل هذه الآية الكريمة . . ولكن الناس يعكسون .
وعلى أية حال فان المهم معرفة المراد ، ووضوح القصد .
( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ ) . أي قال موسى لهم ذلك . . والظاهر ان المراد مصر من الأمصار يحقق لهم هذه الأمنية ، لأن سبحانه لم يبين ويعين مصرا خاصا : . وتفسير القرآن الكريم غير التعليلات النحوية التي يصحح بها كلام سيبويه ونفطويه .
( وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والْمَسْكَنَةُ ) . كانوا أعزاء مستقلين يأتيهم رزقهم رغدا ، فأبوا إلا الزراعة والصناعة والتجارة ، وكل ذلك يستدعي التنافس والحروب ، وهي تستدعي الفشل وذهاب الريح .
( ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) . وبديهة ان قتل الأنبياء لا يكون إلا بغير الحق ، وكأنّ اللَّه سبحانه أراد بذكر القيد التشنيع بهم ، وان القتل منهم لم يكن عن خطأ واشتباه ، بل عن إصرار وتعمد للباطل والضلال . فلا بدع إذا أساء يهود المدينة إلى محمد ( ص ) . . لأنهم امتداد لذاك الأصل والعرق .
« إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا » الآية 62 :
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا والنَّصارى والصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) اللغة :
المراد ب ( هادُوا ) اليهود نسبة إلى يهوذا أكبر أبناء يعقوب ، وإسرائيل اسم يعقوب بالذات ، وقد تقدم ، والنصارى جمع ، ومفرده المذكر نصران ،