نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 6
من أجلنا ، وان لا نزل عن النهج القويم والصراط المستقيم عسى ان يشملنا عطف أئمة الهدى عليهم السلام فيكونوا شفعاءنا ( يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا ولا تنفعها شفاعة ) . لقد طال بنا الكلام وخرجنا عما نحن بصدده فنعود الآن إلى ذكر مؤلفات الشيخ فنقول : إن في مؤلفات شيخ الطائفة ميزة خاصة لا توجد فيما عداها من مؤلفات السلف ، وذلك لأنها المنبع الأول والمصدر الوحيد لمعظم مؤلفي القرون الوسطى ، حيث استقوا منها مادتهم وكونوا كتبهم ، ولأنها حوت خلاصة الكتب المذهبية القديمة ، وأصول (1) الأصحاب فقد مر عليك عند ذكر هجرة الشيخ إلى النجف الأشرف ان مكتبة سابور في الكرخ كانت تحتضن الكتب القديمة الصحيحة التي هي بخطوط مؤلفيها أو بلاغاتهم ، وقد صارت كافة تلك الكتب طعمة للنار كما ذكرناه ، ولم نفقد بذلك - والحمد لله - سوى أعيانها الشخصية وهيآتها التركيبية الموجودة في الخارج ، وأما محتوياتها وموادها الأصلية فهي باقية على حالها دون زيادة حرف ولا نقيصة حرف ، لوجودها في المجاميع القديمة التي جمعت فيها مواد تلك الأصول قبل تاريخ إحراق المكتبة بسنين كثيرة ، حيث ألف جمع من أعاظم العلماء كتبا متنوعة ، واستخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول وغيرها مما كان في المكتبات الأخرى ، وتلك الكتب التي ألفت عن تلك الأصول موجودة بعينها حتى هذا اليوم ، وأكثر أولئك استفادة من تلك المكتبة وغيرها شيخ الطائفة الطوسي - رحمة الله عليه - لأنها كانت تحت يده وفي تصرفه ، وهو زعيم الشيعة ومقدمهم يومذاك ، فلم يدع كتابا فيها إلا وعمد إلى مراجعته واستخراج ما يخص مواضيعه منه . وهناك مكتبة أخرى كانت في متناول يده ، وهي مكتبة أستاذه السيد المرتضى الذي صحبه ثمان وعشرين سنة ، وكانت تشتمل على ثمانين ألف كتاب
(1) الأصل : عنوان يصدق على بعض كتب الحديث خاصة ، والأصول الأربعمائة هي : أربعمائة كتاب ألفت من جوابات الامام الصادق عليه السلام ، وقد تكلمنا عنها في غاية الوضوح والدقة في كتابنا ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) ج 1 ص 125 - 135 فليراجعه طالب التفصيل .
المقدمة 14
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 6