responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 0  صفحه : 5


خدمته - وان كان في غنى عن ذلك - وحسبه ذخرا يوم العرض شهادة أمير المؤمنين عليه السلام : بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه الله . ولمثل هذا فليعمل العاملون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .
ومما يجدر بالذكر إننا نستفيد من هذه الواقعة أمرين لم يصرح بهما شيخنا النوري - عطر الله مثواه - .
الأول : إن معارضي الشيخ لم يكن لهم معه غرض شخصي في تخطئته ونقده وانما اختلفوا معه في بعض الآراء الفقهية فظنوا انه مخطأ ، وان فتاويه غير مرضية عند آل محمد عليه وعليهم السلام . ولم يكن ذلك إلا غيرة على الدين ، وتحمسا له ، وتحفظا من وقوع الخطأ فيه ، ولذلك لجئوا إلى الامام عليه السلام مستفسرين منه عن وقع ذلك في نفسه ، فأجابهم عليه السلام بالرضا والقبول فسروا واطمأنوا وغبطوا شيخ الطائفة على توفيقه ، كما تدل عليه عبارة : وقاموا متفرقين مغتبطين الخ .
الثاني - وهو أهم من سابقه - إنهم كانوا على بصيرة من أمرهم ، واطمئنان من أنفسهم ، وكانوا يشعرون برضى أئمتهم عليهم السلام عنهم ، ويرون أنفسهم عبيدا وخدما لمواليهم ، وليس على العبد إذا أراد المثول بين يدي مولاه إلا أن يكون على نحو يرضيه وشكل يبتغيه ، وأن يكون ممتثلا لأوامره مبتعدا عن نواهيه ، وإذا فأي مانع من وصوله إلى حضرة مولاه ، وتشرفه بخدمته ؟ .
وأنت ترى ان هؤلاء المشايخ رضوان الله عليهم ، لما عسر عليهم فهم هذا الامر وانغلقت في وجوهم أبواب الرجاء والأمل ، لجئوا إلى مواجهة الامام عليه السلام ولم تكن مقدماتهم لذلك سوى بعض الآداب الشرعية المرعية من الصوم والوضوء والدعاء والرجاء فلو علم هؤلاء بتقصير لهم ، أو شعروا بتخلفهم عن بعض أوامره ، لما جسروا على طلب مواجهته ومقابلته ، وبهذا وغيره أعلمنا قدماؤنا رضوان الله عليهم أنهم كانوا في غاية الالتزام بالتكاليف الشرعية كبيرة وصغيرة ، وفي غاية البعد عن كل دنية حتى المكروه والمباح ، وقد وعظونا بأعمالهم أكثر مما وعظونا بأقوالهم فيجب علينا اتباعهم والسير على الخطى التي رسموها لنا والطرق التي سنوها

المقدمة 13

نام کتاب : التبيان في تفسير القرآن نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 0  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست