قال محمود رحمه الله ( فإن قلت : فلم قدم ما هو أبلغ من الوصفين على ما هو دونه الخ ) قال أحمد رحمه الله :
إنما كان القياس تقديم أدنى الوصفين ، لأن في تقديم أعلاهما ثم الإرداف بأدناهما نوعا من التكرار ، إذ يلزم من حصول الأبلغ حصول الأدنى ، فذكره بعده غير مفيد ، ولا كذلك العكس فإنه ترق من الأدنى إلى مزيد بمزية الأعلى لم يتقدم ما يستلزمه ، ولذلك كان هذا الترتيب خاصا بالإثبات . وأما النفي فعلى عكسه تقدم فيه الأعلى ، تقول :
ما فلان نحريرا ولا عالما ، ولو عكست لوقعت في التكرار ، إذ يلزم من نفى الأدنى عنه نفس الأعلى ، وكل ذلك مستمدة في عموم الأدنى وخصوص الأبلغ ، وإثبات الأخص يستلزم ثبوت الأعم ، ونفى الأعم يستلزم نفى الأخص .